الاقتصادية

كأس العالم واليورو والكوبا .. كيف يتأثر الاقتصاد والأسهم بالفوز في بطولات كرة القدم؟

يجمع الاقتصاد السلوكي بين عناصر الاقتصاد وعلم النفس لفهم كيف ولماذا يتصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها في العالم الحقيقي، وتُظهِر بيانات السوق التاريخية أن نتائج مباريات كرة القدم يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسواق المالية، وخاصة سوق الأسهم.

وخلال نهائيات كأس العالم 1998، بعد فوز الأرجنتين على إنجلترا، ارتفع معدل دخول الإنجليز المستشفيات بسبب النوبات القلبية بنسبة 25%، وبالمثل، يتعرض البرازيليون لأزمات قلبية أكثر عندما يلعب منتخب بلادهم الوطني.

تأثير الفائز

 أظهرت دراسة أجراها بنك “جولدمان ساكس” في عام 2014 أن سوق الأوراق المالية في الدولة الفائزة بكأس العالم منذ عام 1974، تفوق على الأسواق العالمية بنحو 3.5% في المتوسط ​​خلال الشهر التالي للفوز.

– كان الاستثناء الوحيد هو فوز البرازيل في عام 2002، عندما كانت البلاد تعاني من الركود.

 وجد بحث أجرته جامعة “سوري” البريطانية باستخدام بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تعود إلى عام 1961، أن الفوز بكأس العالم يزيد نمو الناتج المحلي الإجمالي بما لا يقل عن 0.25 نقطة مئوية في الربعين اللاحقين.

 عزز الفوز ببطولة اليورو غالباً سوق الأسهم الخاصة بالفائز، فبعد فوز اليونان باللقب في عام 2004، تفوق أداء سوقها على مؤشر “ستوكس 600” بنسبة 20%.

 حين فازت إسبانيا في عام 2008، تزامناً مع الأزمة المالية العالمية، خسرت أقل بنسبة 5% من غيرها، وقد أدى الفوز في عام 2012 إلى تفوق أداء بورصتها بنحو 4% خلال أزمة ديون منطقة اليورو.

 لكن لكل قاعدة استثناء، حيث كان أداء فرنسا والبرتغال ضعيفاً بعد فوزهما ببطولة اليورو في عامي 2000 و2016.

 تفوقت سوق الأسهم الأرجنتينية بنسبة 50% تقريبًا على مؤشر “إم إس سي آي” لأمريكا اللاتينية بعد فوزها بكأس كوبا أمريكا عام 2021، وتغلبت عليه البورصة البرازيلية بنسبة 9% عندما فازت في عام 2019.

56674cbe f29a 4546 b019 502b2575ab0a Detafour

مرارة الخسارة أقوى من نشوة الفوز

 أظهرت دراسة بحثية أن الخسائر لها تأثير أكثر جوهرية على مزاج المستثمرين، وبالتالي نشاط التداول، مقارنة بالمكاسب، حيث يأخذ المتداولون خسارة فرقهم المفضلة على محمل شخصي، ويفضلون اتخاذ مواقف أكثر أمانًا لتجنب التعرض للخسائر المالية أيضًا.

 خلال بحث من كلية لندن للأعمال، قام الأساتذة بتحليل سلوك سوق الأوراق المالية بعد أكثر من 1100 مباراة كرة قدم يعود تاريخها إلى عام 1973.

 وجد الباحثون أنه بعد خسارة فريق كرة قدم لبلد ما في كأس العالم، حققت سوق الأوراق المالية لهذا البلد في اليوم التالي عائدًا أقل بكثير من المتوسط.

 باستخدام البيانات المتعلقة بنشاط التداول خلال كأس العالم 2010 من 15 سوقًا دولية للأوراق المالية، خلص باحثو البنك المركزي الأوروبي إلى انخفاض بنسبة 45% في عدد الصفقات، وتراجع حجم التداول بنسبة 55%.

 أظهرت دراسة أجراها “دويتشه بنك” قبل المباراة النهائية الأخيرة ليورو 2020 بين إيطاليا وإنجلترا، أن الجنيه الإسترليني انخفض خلال المباريات الرئيسية التي تأهلت لها إنجلترا، وفي اليوم التالي لخروجها.

18dab5e3 edc5 45b7 bfc9 9c03ca6ad453 Detafour

كيف يتأثر السوق الأمريكي

 في دراسة تغطي البيانات خلال 14679 يوم تداول، من يناير 1950 إلى ديسمبر 2007، وتشمل جميع بطولات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية، لاختبار تأثير مباريات كأس العالم على عوائد الأسهم في مؤشر بورصة نيويورك المركب.

– تبين في الدراسة التي حملت عنوان “اللاعقلانية القابلة للاستغلال: تأثير كأس العالم لكرة القدم على سوق الأسهم الأمريكية” أنه في 14 من أصل 15 سنة شهدت انعقاد المنافسات، كان معدل العائد السنوي خلال أيام المباريات أقل من معدل عائد السنة بأكملها.

العائد على مؤشر بورصة نيويورك المركب خلال أيام منافسات كأس العالم مقارنة بالعائد السنوي

عام البطولة

العائد خلال أيام المباريات

(معدل على أساس سنوي)

(%)

العائد السنوي 

(%)

2006

(2.2)

+ 22.1

2002

(54.6)

(5.8)

1998

(4.3)

(1.7)

1994

(22.75)

(1.8)

1990

(25.0)

(12.20)

1986

+ 4.1

+ 16.2

1982

+ 1.7

+ 32.0

1978

(9.6)

+ 15.3

1974

(88.6)

(22.8)

1970

+ 16.3

(0.3)

1966

(61.4)

(6.0)

1962

(60.6)

(10.9)

1958

+ 16.2

+ 61.7

1954

(48.4)

+ 59.2

1950

(84.6)

+ 39.5

93635277 bc68 46b3 819f 36fcfe99f8fc Detafour

المباريات.. فقدان زخم وزيادة تقلبات

 الأسواق المالية لا تتأثر فقط بنتائج المباريات، حتى خلال 90 دقيقة من أي مباراة كبرى، تشهد أسواق الدولتين المتنافستين تقلبات كبيرة مرتبطة بالمباراة.

 يؤدي الانشغال بالمباراة إلى تراجع نشاط المتداولين، ويؤدي فقدان زخم أحجام التداول إلى زيادة التقلبات، لكن تعود الأسواق إلى طبيعتها بعد 60 إلى 90 دقيقة من انتهاء المباراة.

 انخفضت أحجام تداول الأسهم في الولايات المتحدة بنسبة 43% عندما كانت الولايات المتحدة تلعب في كأس العالم 2010، كما وجد بحث علمي أن تسجيل هدف يقلل من نشاط التداول بنسبة 10%.

 في حين تترقب أسواق الأسهم المباراة النهائية لبطولة أمم أوروبا 2024 بين إنجلترا وإسبانيا، ونهائي كوبا أمريكا بين الأرجنتين وكولومبيا، تُرى كيف ستكون النتيجة على الصعيد الرياضي والاقتصادي وفي الأسواق؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى