قيمة إنفيديا تتجاوز شركات النفط الكبرى لكن هل تضاهيها من حيث الموارد؟
حقق سهم “إنفيديا” أداءً قوياً للغاية منذ بداية عام 2023 مدفوعًا بالزخم حول تقنيات الذكاء الاصطناعي والطلب الكبير على الرقائق المرتبط به، وكذلك من مراكز البيانات.
وارتفع السهم بنسبة 240% تقريبًا خلال عام 2023، وفي الوقت الذي اعتقد البعض أنه اقترب من ذروته – وربما نهاية الفقاعة – فاجأ سهم “إنفيديا” الكثيرين بمكاسبه القوية منذ بداية عام 2024 والتي تقارب 80% حتى الآن.
هذه المكاسب إجمالًا، دفعت السهم من نطاق 150 دولارًا تقريبًا في بداية عام 2023 إلى نطاق 900 دولار بنهاية الربع الأول من عام 2024، بزيادة تبلغ نحو 500% خلال 15 شهرًا، وبطبيعة الحال، قاد ذلك القيمة السوقية للشركة للارتفاع بشكل سريع.
تقنية المستقبل تفوز بسباق القيمة
– تخطى حجم “إنفيديا” القيمة السوقية الإجمالية لقطاع الطاقة ضمن مؤشر “إس آند بي 500” (يتكون من 23 شركة) في فبراير 2024، حتى عندما كانت قيمتها السوقية أقل بنحو 500 مليار دولار مما أصبحت عليه عند نهاية مارس.
– حتى عند مقارنتها بمجموعة “بيج أويل” التي تضم أكبر شركات النفط الغربية تاريخيًا (إكسون وشيفرون وشل وتوتال وكونوكو فيليبس وبي بي وإيني)، تظل “إنفيديا” أكبر حجمًا.
– إذا أضيفت أكبر شركات النفط غير الغربية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك “بتروبراس” البرازيلية و”روسنفت” الروسية و”بتروتشاينا” الصينية، إلى مجموعة “بيج أويل”، ستظل القيمة السوقية لـ “إنفيديا” أكبر.
– فقط ستكون “أرامكو” السعودية هي شركة الطاقة الوحيدة في العالم التي يمكنها مضاهاة هذا الحجم الهائل منفردة.
القيمة السوقية ليست كل شيء
– لا شك طبعًا أن القيمة السوقية الضخمة تعكس وجود موارد ضخمة وعوامل أساسية توفر للشركة قدرة هائلة على توليد الإيرادات والأرباح في نهاية المطاف، وهو ما يتوافر على سبيل المثال في “أرامكو”، وحتى في شركات النفط الأقل قيمة، لكن ماذا عن “إنفيديا”.
– صحيح أن القيمة السوقية لشركة “إنفيديا” تقزم نظيراتها لشركات النفط (باستثناء أرامكو طبعًا) والتي قادت النمو الاقتصادي لعقود مضت وستفعل ذلك على الأرجح لعقود قادمة، لكن النتائج المالية تظهر حقيقة مختلفة.
– على سبيل المثال، كانت القيمة السوقية لـ “إنفيديا” أكبر بنحو 36% عن مجموعة “بيج أويل” في نهاية الربع الأول، لكن على صعيد الإيرادات، كانت قدرة الشركات السبع على توليد الأموال أعلى بأكثر من 2300% من صانعة الرقائق في آخر عام مالي.
القدرة على تحقيق الأرباح
– بطبيعة الحال، كانت ترجمة هذه الإيرادات الهائلة إلى أرباح ضخمة أيضًا مهمة سهلة بالنسبة لشركات النفط الكبرى حول العالم، مع تفوق واضح لـ “أرامكو”، وفيما كانت أرباح “إنفيديا” قوية، لكنها لا تضاهي “البيج أويل” على غرار القيمة السوقية.
– ليس ذلك فحسب، كانت توزيعات أرباح شركات النفط الكبرى قوية للغاية في عام 2023، وهو ما اعتبره محللون مؤشرًا على جهود الشركات لجذب المستثمرين وتحرير القيمة من أجلهم.
– أنفقت شركات “إكسون موبيل” و”شيفرون” و”شل” و”توتال إنرجيز” و”بي بي” 113.8 مليار دولار على توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم في عام 2023 على الرغم من انخفاض أسعار النفط.
– فيما وزعت شركة “أرامكو” وحدها قرابة 98 مليار دولار (366.7 مليار ريال) من الأرباح في عام 2023، بزيادة 30% عن عام 2022، وهذا يقارن بتوزيعات “إنفيديا” في آخر عام مالي والتي لم تتجاوز 400 مليون دولار.
– حتى برنامج إعادة شراء الأسهم الضخم الذي أعلنته “إنفيديا” العام الماضي بقيمة 25 مليار دولار، يبدو متواضعًا مقارنة بشركات النفط الكبرى، التي يضعها بعض المحللين في مقارنة قائمة على القيمة السوقية مع صانعة الرقائق للبرهنة على نهاية وبداية عصر.
الجدل حول المستقبل
– لا يختلف اثنان طبعًا أن تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة ومراكز البيانات أعمال تمهد للمستقبل، ويمكن أن تشكل مجالًا لتوليد القيمة على طريقة شركات النفط في القرن الماضي وحتى بداية الألفية الجديدة.
– لكن من المفهوم أيضًا أن الأسواق في حالة الزخم والتفاؤل القوي بالتقنيات الجديدة يقودها الجشع الخالص والرغبة في عدم تفويت الفرص، وبالتالي المبالغة في التقييم، تمامًا كما هو الحال في أوقات الانهيار والخوف، حيث يسيطر الذعر على المستثمرين ويقودهم لتعميق الخسائر.
– في نفس الوقت، فإن التوسع في تبني تقنيات المستقبل يعني مزيدًا من الحاجة إلى موارد الطاقة في عالم متعطش بالفعل، وهو من باب المنطق يعني مزيدًا من الطلب على أسهم شركات الطاقة التي تقدم أداءً مميزًا بالفعل.
– السؤال هنا، هل كان نمو قيمة “إنفيديا” مبررًا على الرغم ضعف الموارد المالية (نسبيًا) نظرًا للأصول الملموسة وغير الملموسة التي تضمن لها الهيمنة على تقنيات المستقبل، أم أنها فقاعة على غرار “دوت كوم” نظرًا لعدم تبريرها بموارد مالية وأصول حقيقية؟