قرار الحكومة يثير حالة من الترقب والخوف وسط قطاع إنتاج وبيع اللحوم الحمراء
تسود حالة من الترقب الشديد وسط قطاع إنتاج وبيع اللحوم الحمراء منذ قرار الحكومة فرض الضريبة على القيمة المضافة على استيراد الأبقار والأغنام الموجهة للذبح، حيث يتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعات متباينة سيساهم شهر رمضان في تفاقمها لا محالة.
ووفق مصادر مهنية وفاعلين في مجال الاستيراد ، فإن مستوردي العجول والأغنام الموجهة للذبح “متخوفون من المستقبل ولا يعرفون الخطوات التي يجب عليهم القيام بها من أجل مواصلة عملهم”.
وأفادت المصادر، التي لم ترغب في ذكر اسمها، بأن الضبابية التي يعيشها القطاع “ناتجة عن عدم الحسم من قبل الحكومة ووزارة الفلاحة بخصوص موضوع الضريبة على القيمة المضافة التي سبق أن أخبرنا بأنها ستلغى”.
وأضافت المصادر جيدة الاطلاع: “بعد مرور ثلاثة أسابيع، لا جديد في الموضوع، والتردد سيد الموقف ولا نعرف ماذا نفعل إزاء الوضع المضطرب”، مبرزة أن غالبية المستوردين لم “يدخلوا أية شحنة، منذ نونبر الماضي”.
وطالب الفاعلون المهنيون الحكومة بالحسم النهائي في الموضوع في أقرب الآجال وإعلان “إلغاء أو إبقاء الضريبة على القيمة المضافة”، مؤكدين أن استمرار ما سموه “عدم الوضوح” سينعكس بشكل سلبي على السوق الوطنية المتأثرة بالجفاف وغلاء الأعلاف والتبن، خاصة خلال شهر رمضان.
في غضون ذلك، بدأت تبرز إلى الواجهة تداعيات وآثار القرار الحكومي على أسعار اللحوم؛ فقد أفاد هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء، بأن آثار إلغاء الدعم المخصص لاستيراد الأغنام “بدأت تظهر بشكل مباشر على الأسعار في السوق الوطنية”.
وقال الجوابري، إن أسعار لحم الغنم بالجملة في مجزرة الدار البيضاء أصبح يتراوح ما بين 98 درهما و105 دراهم، مقابل 85 درهما في السابق”، مؤكدا أن هذه الزيادة مرشحة إلى الارتفاع في رمضان.
وأكد الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعل سعر لحم الأغنام “يتجاوز الـ120 درهما عند البيع بالتقسيط التي يعرفها في الوقت الحالي”، مطالبا السلطات الحكومية المعنية بالتدخل من أجل حل مناسب قبل حلول شهر الصيام.
وأشار النقابي ذاته إلى أن ارتفاع الأسعار يعود بالأساس إلى “فرض الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الجمركية، بالإضافة إلى الندرة التي يعاني منها القطيع الوطني”، مبرزا أن سعر لحوم الأبقار يتراوح ما بين 70 و74 درهما بالجملة، و”هناك تخوف من أن ترتفع أسعارها في رمضان إلى ما يفوق 80 درهما بالجملة؛ وهو ما يعني أن السعر بالتقسيط سيفوق الـ100 درهم.
وناشد الجوابري الحكومة من أجل اتخاذ “إجراءات استباقية للاستعداد إلى شهر رمضان المقبل”، معتبرا أن الأسعار الحالية لا يمكن أن تتراجع في ظل الظروف الراهنة والاستيراد سيساهم فقط في الحفاظ على استقرارها، وفق تعبيره.
و تشير التقارير إلى أن قرار الحكومة المغربي فرض الضريبة على القيمة المضافة على استيراد الأبقار والأغنام الموجهة للذبح، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية، خاصة خلال شهر رمضان.
ويرجع هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، منها:
فرض الضريبة على القيمة المضافة والضريبة الجمركية على اللحوم المستوردة، مما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد.
الندرة التي يعاني منها القطيع الوطني، حيث يقدر عدد رؤوس الأغنام في المغرب بحوالي 17 مليون رأس، وهو رقم غير كاف لتلبية الطلب المحلي.
ارتفاع أسعار الأعلاف والتبن، مما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي.
وطالب المهنيون في قطاع اللحوم الحكومة بالتدخل من أجل حل هذه الأزمة، واتخاذ إجراءات استباقية للاستعداد إلى شهر رمضان المقبل.