قائد المحاسبين الأمريكيين يحذر من تعديل معايير المهنة لجذب الشباب
حذر “باري ميلانكون”، قائد مجتمع المحاسبين المعتمدين في الولايات المتحدة والرئيس التنفيذي لمعهد المحاسبين العموميين المعتمدين (AICPA)، من محاولات تعديل معايير المهنة لجعلها أكثر جاذبية للشباب. ودعا إلى الحفاظ على صرامة القواعد المهنية، مؤكداً أن التنازل عن هذه المعايير قد يهدد مكانة المهنة وثقة المجتمع بها.
“ميلانكون”، الذي يُلقب بـ “الرجل الأكثر أهمية في مجال المحاسبة في أمريكا”، يستعد للتقاعد بعد قيادته للمعهد لمدة ثلاثين عامًا، ليصبح الرئيس التنفيذي الأطول خدمة في تاريخه.
و خلال مسيرته، كان له دور بارز في تعزيز سمعة المهنة وتطوير معاييرها، لكنه يرى تحديات كبيرة تواجه الجيل القادم من المحاسبين.
في ظل توجه الأجيال الشابة إلى مجالات مثل التكنولوجيا والتمويل، التي تقدم رواتب أعلى ومتطلبات قبول أقل تعقيداً، يشهد قطاع المحاسبة انخفاضاً ملحوظاً في أعداد المتقدمين لاجتياز امتحان المحاسب العام المعتمد (CPA).
وقد دفع هذا الانخفاض شركات المحاسبة إلى المطالبة بإصلاحات تهدف إلى تقليل التكاليف وتبسيط عملية الحصول على الشهادة.
في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، أعرب “ميلانكون” عن شكوكه بشأن بعض مطالب الشركات الداعية إلى جعل الشهادة أرخص وأسهل. وأكد أن “السباق إلى القاسم المشترك الأدنى” قد يُعرض مهنة المحاسبة إلى مخاطر كبيرة.
وقال: “مهنتنا تعتمد على الثقة، وفي عالم يفتقر إلى معايير واضحة تُعزز الثقة، نحتاج إلى الحفاظ على الاحترام الذي نحظى به من الجمهور، مجتمع الأعمال، والجهات التنظيمية”.
يبدو أن مستقبل مهنة المحاسبة يقف عند مفترق طرق، حيث يجب على القادة الجدد الموازنة بين جذب المواهب الشابة وتقديم حلول تواكب تطلعات الأجيال الحالية، دون الإخلال بالمعايير المهنية الراسخة التي تضمن استمرارية الثقة بمهنة المحاسبة كمجال يعتمد على النزاهة والشفافية.
بينما يستعد قطاع المحاسبة لمواجهة تحديات غير مسبوقة، يبقى الحفاظ على صرامة المعايير المهنية العامل الحاسم في ضمان استمرارية المهنة كمجال يحظى بالاحترام والثقة. لكن، هل سينجح الجيل القادم من القادة في تحقيق هذا التوازن؟