في أكبر مستهلك للقهوة في العالم .. كيف استخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم مزيج مبتكر؟
تعتبر فنلندا أكبر الدول المستهلكة للقهوة في العالم إذ يستهلك عدد سكانها البالغ 5.6 مليون نسمة 12 كيلوجرامًا أو ما يعادل حوالي 1560 كوبًا من القهوة للفرد سنويًا، حسب بيانات المنظمة الدولية للقهوة.
وتعد القهوة نقطة محورية في الثقافة الفنلندية، إذ يتناول بعض المواطنين ما يصل إلى ثمانية أكواب منها يوميًا.
أكثر الدول استهلاكًا للقهوة في العالم |
||||
الترتيب |
|
الدولة |
|
معدل استهلاك الفرد من القهوة في 2022 |
01 |
|
فنلندا |
|
12.0 |
02 |
|
النرويج |
|
9.89 |
03 |
|
آيسلندا |
|
8.99 |
04 |
|
الدنمارك |
|
8.69 |
05 |
|
هولندا |
|
8.40 |
ولجأت الشركات في البلاد إلى حلول مبتكرة لتلبية الطلب المتزايد، إذ من المتوقع أن يحقق سوق القهوة إيرادات بقيمة 487.5 مليون دولار هذا العام، حسب بيانات “ستاتيسيا”.
ومن بين تلك الحلول استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج خلطات القهوة، وهي تجربة قامت بها المحمصة التي يقع مقرها في هلسنكي “كافا روستري” خلال أبريل الجاري.
وتشاركت “كافا” ثالث أكبر محمصة للقهوة في فنلندا مع الشركة المحلية الناشئة في مجال استشارات الذكاء الاصطناعي لتطوير “AI-conic” وهو أول مزيج للمحمصة تم التوصل إليه بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقدم موظفو المحمصة أوصافًا لجميع أنواع القهوة لديهم ونكهاتها لبرامج الذكاء الاصطناعي، وطلبوا إنشاء مزيج جديد.
وسأل الموظفون روبوت الدرشة “شات جي بي تي” و”كوبيلوت” عن الحبوب التي ستنتج تلك النكهة، وأسفرت تجربة النماذج عن مزيج من أربعة أنواع مختلفة من الحبوب من البرازيل وكولومبميا وإثيوبيا وغواتيمالا، وعلى الرغم من أن تلك الخطوة غير تقليدية إلا أنها نجحت بصورة مذهلة، ولم يُجرِ الموظفين أية تغييرات على الاقتراحات التي قدمها الذكاء الاصطناعي.
وصرح “سفاتني هامبف” مؤسس “كافا” لـ “أسوشيتيد برس” قائلاً: كانت هذه التجربة الخطوة الأولى من نوعها في التوصل لكيف يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتنا في المستقبل، أعتقد أن تلك التكنولوجيا لديها الكثير لتقدمه لنا على المدى الطويل، ونحن منبهرون بشكل خاص بوصف مذاق القهوة الذي ابتكرته.
وعلى مدار سنوات، اتبعت صناعة القهوة في فنلندا تقنيات غير تقليدية، منها استكشاف مركز الأبحاث “في تي تي” طريقة لزراعة حبوب البن في مختبر من خلال نقع الخلايا في سائل يحوي إنزيمات ومواد مغذية لنموها.
وربما لا تكون القهوة المزروعة في المختبر مطابقة لنظيرتها المزروعة في المزارع ولكن المحامص والموزعين وافقوا على فكرة استخدام الحبوب في المستقبل إذ استلزم تغير المناخ ذلك.
وأدى تغير المناخ بالفعل لزيادة صعوبة زراعة القهوة في المزارع، لأن درجة الحرارة في المناطق التي تنمو فيها حبوب الأرابيكا أصبحت غير ملائمة.