فضيحة قروض “انطلاقة”..دراسات مزورة تُكشف عن شبكة فساد وتُهدد أموال البنوك!
كشفت التحقيقات القضائية الجارية مع موظف في إحدى المجموعات البنكية الكبرى في الدار البيضاء، المتهم بالتلاعب في برنامج “انطلاقة” الذي يهدف إلى تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المشاريع، عن وجود تورط لمقاولين ومحاسبين في استخدام دراسات جدوى مزورة للحصول على قروض بنكية.
أكدت مصادر موثوقة أن الدراسات المقدمة في ملفات القروض “انطلاقة” كانت متطابقة ومزورة، وتضمنت معلومات غير صحيحة حول التكاليف المتوقعة والأرباح المتوقعة، مما أدى إلى اتخاذ قرارات بموافقة على تمويل هذه المشاريع.
وأوضحت المصادر أن الدراسات المقدمة من قبل المحاسبين، والذين تم تحديد هوياتهم، كانت تحتوي على تحليل موحد يعتمد على تضخيم التكاليف والأرباح، بشكل يتنافى مع حجم المشاريع وظروف النشاط الاقتصادي، وكانت بعضها يحمل أخطاء محاسبية خطيرة.
وأشارت المصادر إلى أن بعض المحاسبين كانوا يتلقون مبالغ مالية لتقديم دراسات “على المقاس”، وأن الكلفة تضاعفت في حال تزويد هذه الدراسات بفواتير وتكاليف مزيفة.
وتم استخدام قاعدة بيانات ضخمة لكشف الفواتير المشبوهة التي استخدمت لتبرير تكاليف القروض، وتم استغلالها أيضًا لتبرير تكاليف أنشطة اقتصادية مختلفة.
وتظهر التحقيقات أن المجموعة البنكية استخدمت خلايا مركزية لفحص ملفات القروض ودراسات الجدوى المقدمة، وتم استبعاد الملفات التي لا تتوافق مع الشروط المطلوبة، ومن ثم تم التحقيق بالدراسات المقدمة بعناية لتحديد مدى صحتها وموثوقيتها.