فرنسا تراهن على ميناء الناظور باستثمارات ضخمة تهدد مصالح مليلية المحتلة
تتزايد المخاوف بين رجال الأعمال في مدينة مليلية المحتلة جراء الاتفاقيات التجارية والاستثمارات الفرنسية في ميناء الناظور الجديد بالمغرب.
حيث أبرمت شركة “CMA CGM” الفرنسية اتفاقية تعاون مع “مرسى المغرب” لتشغيل قسم من محطة الحاويات في الميناء على مدار 25 عامًا، باستثمارات مشتركة تقدر بـ 258 مليون يورو.
و تعزز هذه الاتفاقية من مكانة ميناء الناظور كمركز استراتيجي للحاويات، مما يطرح تحديًا حقيقيًا لمنافسة مليلية التي تعاني من تداعيات إغلاق الحدود مع المغرب.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة “إل إسبانيول”، فإن هذه الاتفاقية، التي تمنح فرنسا دورًا بارزًا في تشغيل ميناء الناظور، تزيد من عزل مليلية اقتصاديًا، لاسيما بعد انقطاع العلاقات التجارية مع الناظور منذ إغلاق الجمارك والحدود البرية في عام 2020.
ويعبر رجال الأعمال في مليلية عن إحباطهم بسبب عدم قدرتهم على استئناف النشاط التجاري مع شمال المغرب، حيث أشار رئيس اتحاد رواد الأعمال في مليلية، إنريكي ألكوبا، إلى أن فقدان العلاقات التجارية مع المغرب يعمق الأزمة الاقتصادية في المدينة.
في مواجهة هذه التحديات، يبحث رجال الأعمال في مليلية عن بدائل مثل إقامة خطوط تجارية مع الجزائر لتعويض الخسائر الناجمة عن غياب النشاط التجاري مع المغرب.
إلا أن المراقبين يحذرون من أن هذه المبادرة قد تواجه صعوبات نظرًا للتوترات بين مدريد والجزائر، خاصة بعد دعم إسبانيا لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، مما يعقد جهود رجال الأعمال في مليلية لاستكشاف شراكات جديدة.
ويُتوقع أن يسهم مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط في تعزيز الاقتصاد المغربي، خصوصًا مع خطط المملكة لتطوير قطاع البتروكيماويات والصناعة الثقيلة في شمال البلاد، مما يجعل الميناء نقطة جذب رئيسية للتجارة في المنطقة.
يعكس هذا المشروع الضخم جهود المغرب لتنويع اقتصاده وتعزيز تنافسيته الإقليمية، مما يزيد الضغط على مليلية المحتلة في ظل تراجع مكانتها كمعبر تجاري بين المغرب وأوروبا.