الاقتصادية

فخ الكمال: أهمية بناء العلاقات الاجتماعية وتقديم الدعم للآخرين

التواصل هو عملية بناء العلاقات والاتصالات مع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في تحقيق أهدافك، وهو عامل حاسم في تحقيق النجاح في أي مجال.

 سواء كنت رجل أعمال أو باحثاً عن عمل، يمكن أن تساعدك شبكات التواصل على خلق الفرص والتقدم في حياتك المهنية.

– تروي جينيفر كيلوسكار، أستاذة مساعدة في علم النفس بجامعة سانت جون في كوينز، نيويورك، كيف كانت تشعر بالقلق من قول كلمة “لا” عندما يطلب شخص ما مساعدتها، سواء كانت هذه إحالة علاجية لا تستطيع استيعابها أو طالباً يبحث عن تدريب داخلي لست مستعدة للإشراف عليه.

– قد تبدو الاستجابة لتواصلهم أمرًا شاقًا. ماذا لو استسلمت واضطلعت بعمل شاق لا يناسب جدولها المزدحم؟ أو ماذا لو شعروا بالغضب أو الإحباط منها؟ أيضًا، ماذا لو لم تنجح التوصية لسبب أو لآخر؟

– توضح جينيفر أنه عندما لا تستطيع مساعدة شخص ما بالطريقة التي يطلبها، فقد يكون من المغري تجنب الرد على الإطلاق.

– والنتيجة المؤسفة هي أننا نمتنع عن تقديم المساعدة حتى عندما نريد ذلك. تتحدث هذه النتيجة عن عقلية الكمال التي أشار إليها توماس كوران، مؤلف كتاب مصيدة الكمال، على أنها “وباء خفي” استشرى في المجتمع الحديث.

– المفتاح هنا هو أننا بحاجة إلى تبني قدرتنا غير الكاملة على المساعدة. هناك حاجة إلى الاعتراف بأن دفء الفعل أكثر أهمية من حجم المساعدة المقدم.

– أظهرت الأبحاث أن المانحين يميلون إلى التقليل من تأثير أفعال اللطف الصغيرة، مثل إجراء مكالمة هاتفية للرد على أحد الاستفسارات أو طلب المساعدة.

– تعقب جينيفر بقولها إنه حتى عندما تخشى أن تسبب خيبة أمل للآخرين، فإنها تقدر أيضًا السماح لهم بالشعور بأنهم مرئيون، وهذا يحفزها على الرد على مكالماتهم الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني.

– والخبر السار هو أن كل شخص قادر على تعزيز الروابط، سواء كان ذلك في سياق مهني أو غير رسمي، مثل التوصية بطبيب في تخصص ما لجارك الذي استشارك في أمر مرضه.

– وهنا تشدد جينيفر على عنصر حاسم آخر في التواصل وهو التعاطف. لأنك لن تتمكّن من تحقيق تواصل فعّال إن لم تكن قادرًا على تفهّم مشاعر الآخرين، والتعاطف معهم. لابدّ لك من فهم مشاعر الآخرين حتى تتمكّن من اختيار الكلمات المناسبة التي تردّ بها عليهم.

– سيساعد هذا على بناء اتصال أعمق وبناء الثقة، فالتعاطف هو أحد الأصول القيّمة الأخرى التي يمكن للجميع مشاركتها.

– حتى لو كان ذلك فقط لمدة مكالمة هاتفية واحدة أو بضع رسائل بريد إلكتروني قصيرة، فإن تعاطفك يسمح بالاعتراف باحتياج الشخص للمساعدة.

– كذلك تشدد جينيفر على أهمية تكييف نمط التواصل مع الجمهور، وتعني بهذا اختيار أسلوب وطريقة التواصل المناسبة بناءً على الشخص أو الأشخاص الذين تتواصل معهم.

– فمثلاً، لو كنت طالبًا جامعيًا وترغب في التواصل مع أحد الأساتذة في كليّتك ممّن لا تعرفهم معرفة شخصية، ففي هذه الحالة، ستكون الطريقة الأنسب والأفضل هي إرسال بريد إلكتروني بدلاً من رسالة على تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو واتساب، أو حتى رسالة هاتفية.

الخلاصة: ركز على الغرض أكثر من الإنتاجية والربح. ففي عالمنا المهووس بالإنتاجية والربح، قد يكون من الصعب تجاوز عقبات حلم الوصول إلى الكمال. ومع ذلك، فإن الاستعداد لمشاركة وقتنا، وكذلك تعاطفنا وإبداعنا وفضولنا، يمكن أن يساعد في ملء الفراغ العاطفي الذي يؤلم مجتمعاتنا الحديثة التي صارت أكثر انعزالًا.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى