الشركاتالاقتصادية

عودة الشركات الإسبانية إلى الجزائر بعد استئناف العلاقات التجارية

بدأت الشركات الإسبانية في العودة تدريجيًا إلى السوق الجزائرية، بعد قرار الجزائر مؤخرًا استئناف علاقاتها التجارية مع إسبانيا، وذلك بعد قطيعة دامت حوالي عامين.

و خلال هذه الفترة، حاولت الجزائر الضغط على مدريد للتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، لكن لم تحقق أي مكاسب في هذا الإطار.

وفي تقرير لصحيفة “هيرالدو” الإسبانية، تم الإشارة إلى أن شركتين إسبانيتين رائدتين قد عادتا إلى السوق الجزائرية مع بدء استئناف العلاقات التجارية بين البلدين. الشركة الأولى هي “Saica”، المتخصصة في صناعة الورق والتغليف، بينما الثانية هي “IQE”، التي تعمل في مجال الكيميائيات والصناعات التحويلية.

هذه العودة جاءت بعد أشهر من استئناف العلاقات التجارية بين الجزائر وإسبانيا، التي كانت قد شهدت توترًا كبيرًا في السنوات الماضية.

وكانت الجزائر قد قررت في يونيو 2022 تعليق علاقاتها التجارية مع إسبانيا في خطوة كانت تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسبانية لتغيير موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء.

هذا القرار جاء بعد الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى العاهل المغربي محمد السادس، والتي أكد فيها دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع.

ورغم هذا التصعيد من الجانب الجزائري، لم تحقق الجزائر أهدافها، حيث استمرت إسبانيا في دعم المغرب ولم تتراجع عن موقفها، مما دفع الجزائر إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والسياسية ضد إسبانيا، بما في ذلك تعليق اتفاقية الصداقة والتعاون الثنائية التي كانت تشمل اتفاقيات تجارية.

وأفادت صحيفة “هيرالدو” بأن الشركات الإسبانية تتطلع الآن للاستفادة من السوق الجزائرية مجددًا بعد التوقف الذي دام عامين، وهو التوقف الذي أثر سلبًا على العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، رغم أن الجزائر حاولت التقليل من تأثير هذا القرار على أسواقها.

ويرى المراقبون أن استئناف الجزائر لعلاقاتها التجارية مع إسبانيا يعكس فشل سياسة الضغط الاقتصادي التي كانت الجزائر تعتمد عليها لتحقيق أهداف سياسية، وهو ما يظهر بشكل جلي في تمسك الحكومة الإسبانية بموقفها الثابت بشأن قضية الصحراء. فإسبانيا لم تتزحزح عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

كما أشار المراقبون إلى أن التأثير السلبي الذي طال الجزائر نتيجة للقطيعة التجارية مع إسبانيا كان دافعًا لها لتجنب تكرار نفس الخطأ مع فرنسا، حيث كانت الجزائر قد سحبت سفيرها من باريس بعد إعلان الأخيرة دعمها لسيادة المغرب على الصحراء.

ومع ذلك، على عكس موقفها مع إسبانيا، لم تقم الجزائر بقطع علاقاتها التجارية مع فرنسا، مما يشير إلى أن الجزائر تعلمت من تداعيات القطيعة الاقتصادية السابقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى