نجح علماء أوروبيون في إنتاج كمية قياسية جديدة من طاقة الاندماج النووي، في علامة على التقدم المستمر منذ عقود لإنتاج الطاقة من خلال محاكاة عملية التفاعل التي تولد طاقة الشمس.
وأنتج الباحثون في منشأة “توروس” الأوروبية المشتركة في أكسفورد، المملكة المتحدة، نحو 69 ميجا جول من تفاعل اندماجي استمر لمدة خمس ثوانٍ، وهي طاقة كافية لغلي المياه في نحو 70 غلاية كهربائية للمشروبات الساخنة.
وتجاوز العلماء بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 59 ميجا جول المسجل في عام 2021، وجاء هذا الإنجاز في ديسمبر 2023 خلال المجموعة النهائية من التجارب في المنشأة التي ستخرج من الخدمة هذا العام، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
ومع ذلك، ورغم الاعتقاد بأن هذه التقنية ستوفر يومًا ما طاقة نظيفة ولا نهائية، ما زال العلماء بعيدين عن تسخيرها وجعلها قابلة للتطبيق تجاريًا، فمثلًا استهلكت تجربة “توروس” الأخيرة طاقة أكبر بكثير من الناتجة عن التفاعل.
ومنشأة “توروس”، هي مشروع مشترك بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وسويسرا والمملكة المتحدة وأوكرانيا، وتمتلك أكبر وأقوى آلة “توكاماك” في العالم منذ أن بدأ تشغيلها في عام 1983، وسجلت أول رقم قياسي لإنتاج الطاقة في عام 1997.
يستخدم مفاعل “توكاماك”، الذي ابتكره العلماء السوفييت في منتصف القرن الماضي، مغناطيسات قوية لتثبيت بلازما من نظيري الهيدروجين – الديوتيريوم والتريتيوم – في مكانها أثناء تسخينها إلى درجات حرارة أعلى من حرارة الشمس بحيث تندمج النوى الذرية، وتطلق الطاقة.
وقال “أندرو باوي” وزير الطاقة النووية في المملكة المتحدة: “تجربة الاندماج النهائية لـ’توروس‘ هي نجاح مناسب بعد كل العمل الرائد الذي تم إنجازه في المشروع منذ عام 1983”.
