طائرات “بوينغ” الأمريكية تُحلق في سماء المغرب…استثمارات ضخمة تُعزز صناعة الطيران الوطنية
تشهد صناعة الطائرات في المغرب ازدهارًا ملحوظًا، حيث تُحقق مكاسب مُستمرة وتجذب استثمارات أجنبية مهمة، مُتبعَةً خطى صناعة السيارات التي حققت نجاحًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
وقد وصلت رقم معاملات صناعة الطيران المغربية إلى حوالي 26 مليار درهم في عام 2022، مُمثلةً 3.3% من إجمالي رقم معاملات القطاع الصناعي، وذلك حسب نتائج “بارومتر الصناعة المغربية” الذي كشفت عنه وزارة الصناعة والتجارة مؤخرًا.
ويُعدّ أحدث دليل على هذا التقدم هو إعلان تحالف شركات أمريكية عن نيته الاستثمار في المغرب من خلال إنشاء منصة صناعية في الدار البيضاء مُخصصة لتحويل طائرات البوينغ 777-300ER إلى طائرات شحن من طراز P2F.
ويضمّ هذا التحالف شركات “Kansas Modification Center” و”Statos Industries” و”Integrated Aerospace Alliance”.
ووفقًا لبلاغ التحالف، تمّ اختيار المغرب لِما يتمتع به من ديناميكية قوية في قطاع السيارات، حيث من المُتوقع أن يصل الإنتاج إلى 8 طائرات شحن سنويًا، ممّا يُلبي الطلب العالمي المتزايد على هذه القطع الصناعية.
ويطمح المغرب إلى أن تُصبح صناعة الطائرات الوطنية مُكافئةً لنجاح صناعة السيارات، حيث استقطب خلال السنوات القليلة الماضية العديد من الاستثمارات الأجنبية من شركات مُتخصصة في تصنيع أجزاء الطائرات.
ويهدف المغرب إلى الوصول إلى مرحلة تصنيع طائرة كاملة بحلول عام 2030.
ويُعزى هذا التقدم إلى عوامل متعددة، منها:
توفر اليد العاملة المؤهلة والماهرة من مهندسين وتقنيين.
تطوير البنية التحتية لدعم هذا القطاع.
الموقع الاستراتيجي للمغرب وقربه من الأسواق الأوروبية والأمريكية.
انخفاض تكاليف التجميع والتصنيع بالمقارنة مع الدول المنافسة.
التحفيزات والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لجذب الاستثمار الأجنبي.
توفر المنطقة الحرة ميدبارك في الدار البيضاء، والتي تُعدّ وجهة مثالية للاستثمار الخارجي.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن استقرار الشركات الرائدة في تصنيع الطائرات المدنية ومكوناتها في المغرب سيُساهم في نقل التكنولوجيا إلى البلاد وتعزيز موقعها في صناعة الطيران على المستوى الإفريقي والدولي.