صناعة السيارات الأوروبية بين مطرقة التحول الكهربائي وسندان المنافسة الصينية
تواجه صناعة السيارات الأوروبية، التي توظف نحو 14 مليون شخص وتُشكل 7% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي، تحديات حادة.
فإلى جانب التحول الباهظ والمحفوف بالمخاطر من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية، تتزايد المنافسة من السيارات الكهربائية الصينية، التي تغزو الأسواق الأوروبية بجودة عالية وأسعار منخفضة.
حصة السيارات الكهربائية الصينية في سوق الاتحاد الأوروبي ارتفعت من 3% إلى أكثر من 20% خلال ثلاث سنوات، بفضل تركيز الصين على تطوير بطاريات منخفضة التكلفة، في وقت ركزت فيه الشركات الأوروبية على تحسين كفاءة محركات الاحتراق الداخلي.
و تشهد شركات كبرى مثل فولكس فاجن وستيلانتيس ضغوطًا مالية، حيث تفكر فولكس فاجن في إغلاق ثلاثة مصانع وخفض أجور العمال بعد انخفاض الأرباح وتراجع الطلب في الصين، السوق التي كانت تحقق إيرادات كبيرة لها.
وتواجه ستيلانتيس ضغوطًا من النقابات العمالية والسياسيين للحفاظ على مصانعها الإيطالية على الرغم من تراجع المبيعات.
رداً على التحقيق الأوروبي الذي أفاد بأن الدعم الصيني يقوض الصناعة المحلية، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية كبيرة على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، وهو ما قوبل باعتراضات من دول مثل ألمانيا والمجر.
وأعلنت الصين نيتها تقديم شكوى إلى منظمة التجارة العالمية، مما يثير احتمالية اندلاع حرب تجارية.
قادة الشركات الأوروبية، مثل كارلوس تافيرس من ستيلانتيس وأوليفر زيبسي من بي إم دبليو، يعتبرون أن الحماية الجمركية قد تضر الصناعة الأوروبية بدلًا من مساعدتها، حيث قد تتسبب في زيادة الأسعار للمستهلكين وإغلاق مصانع أخرى.
و للتكيف مع الواقع الجديد، تتعاون بعض الشركات الأوروبية مع نظيراتها الصينية؛ إذ بدأت فولكس فاجن الشراكة مع إكس بنج الصينية لتطوير سيارات كهربائية بتكلفة أقل، بينما تعمل رينو مع جيلي على تحسين محركات الاحتراق الداخلي.
حصة السيارات الكهربائية من السوق الأوروبية |
|
الشهر |
الحصة السوقية |
أغسطس 2024 |
%14.4 |
يوليو 2024 |
%12.1 |
يونيو 2024 |
%14.4 |
مايو 2024 |
%12.5 |
أبريل 2024 |
%11.9 |
مارس 2024 |
%13.0 |
فبراير |
%12.0 |
يناير |
%10.9 |
و ترى الصناعة أن الحل يكمن في تسريع بناء البنية التحتية للشحن، وتقديم حوافز مالية، والشراكة مع الشركات الصينية التي تقدم سيارات كهربائية ميسورة التكلفة بجودة عالية.
كما أن الشركات الأوروبية تحتاج لتغيير جذري في نماذج عملها لتواكب الابتكارات التكنولوجية التي تتبناها الصين.
ومع دخول عمالقة التكنولوجيا مثل هواوي وشاومي إلى سوق السيارات، يتوقع المحللون، مثل كريستوف ويبر من أوتو فورم، أن تتسع دائرة المنافسة لتشمل أيضًا السيارات الذاتية القيادة والأتمتة، لتصبح الساحة أكثر ازدحامًا وتنافسية.