صفقات أسلحة أمريكية للمغرب تُعيد تشكيل ميزان القوى العسكري في المنطقة وتُثير قلق إسبانيا
يشهد المغرب في الآونة الأخيرة تطورًا ملحوظًا في قدراته العسكرية، حيث يعزز من شراكاته الاستراتيجية مع دول كبرى، أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التحول العسكري يكتسب أهمية كبيرة في ظل التنافس الإقليمي المتزايد في شمال أفريقيا، ما يطرح تساؤلات بشأن تأثير ذلك على العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.
فقد يفضي اتساع الفجوة العسكرية بين البلدين إلى تغيير في توازن القوى في المنطقة، ويضطر إسبانيا إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية في سياق تعزيز قدراتها الدفاعية.
في هذا السياق، أفادت صحيفة “إسكودو ديجيتال” الإسبانية بأن المغرب قد جعل الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا له في الشؤون العسكرية بشمال إفريقيا، حيث أصبح دور إسبانيا في هذا المجال محصورًا في مراقبة هذا التقدم العسكري المغربي.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة قد سمحت ببيع معدات عسكرية للمغرب لتعزيز قدراته الدفاعية وتوسيع التعاون العسكري بين البلدين.
و شملت الصفقة الأولى بيع مضخات دقيقة للطائرات، بتكلفة بلغت حوالي 86 مليون دولار، فضلاً عن 500 قنبلة من طراز “GBU-39B”، والمعروفة بقنابل ذات القطر الصغير، التي تُحسن من فعالية الطائرات المغربية من طراز F-16 في المهام القتالية.
تتميز هذه القنابل بأنها موجهة بدقة عالية، ما يتيح لها ضرب أهداف معينة بدقة فائقة. وبفضل قدراتها العددية العالية، تُعد مثالية للمهام الهجومية ضد البنية التحتية الحيوية في مختلف السيناريوهات القتالية.
هذا في وقت تركز فيه الصحيفة الإسبانية على أن هذه الأسلحة تعزز قدرة المغرب على تعزيز استراتيجيته الدفاعية في المنطقة.
أما الصفقة الثانية التي أبرمها المغرب مع الولايات المتحدة، والتي تُقدر قيمتها بحوالي 88.37 مليون دولار، فتتضمن نظام صواريخ “أمرام” المتقدم (صواريخ جو-جو متوسطة المدى).
هذه الصواريخ تهدف إلى تحسين السيطرة على المجال الجوي أثناء القتال، مما يعزز قدرة المغرب على مواجهة أي تهديدات جوية محتملة.
النسخة التي سيحصل عليها المغرب من صواريخ “أمرام” C-8 تتمتع بتحسينات كبيرة في المدى والدقة، ما يسمح لها باعتراض الطائرات المعادية قبل اقترابها.
ومن الناحية العسكرية الإسبانية، ترى الصحيفة أن هذه الأسلحة قد تشكل تهديدًا مباشرًا للطائرات البحرية الإسبانية المنتشرة في سواحل مضيق جبل طارق، إضافة إلى عمليات المراقبة والرد الجوي بالقرب من سبتة ومليلية.
كما يسلط المقال الضوء على أن المغرب سيحصل على 30 صاروخ “أمرام” من طراز C-8، مع تحسينات في نظام التوجيه ودقة الصواريخ، ما يعزز من دفاعات المغرب الجوية.
تستكمل الصحيفة الإسبانية بالحديث عن الصفقة السابقة التي وقعها المغرب، والتي تضمنت صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات بقيمة 260 مليون دولار، مما يزيد من قدرة المغرب على تعزيز أسطوله من طائرات F-16.
هذه التطورات العسكرية تُمثل تحولًا كبيرًا في ميزان القوى الجوي بالمنطقة، وقد تساهم في تعديل الصورة التقليدية للتفوق الجوي الذي كانت تتمتع به إسبانيا.
ورغم أن القوات الجوية الإسبانية تمتلك طائرات متقدمة مثل “يوروفايتر تايفون” و “إف-18″، فإن الطائرات المغربية من طراز F-16 المزودة بصواريخ “أمرام” قد تشكل رادعًا فعّالًا في المواجهات الجوية المحتملة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين في ظل هذا التنافس المتزايد على تعزيز القدرات العسكرية.