صربيا قد تشتري حصص “غازبروم” في “NIS” للحفاظ على استقرار صناعة الوقود المحلية
تواجه صربيا تحديات كبيرة في الحفاظ على استمرارية إنتاج الوقود المحلي بعد أن أصبحت ضمن نطاق العقوبات الأميركية التي تستهدف صناعة النفط الروسية.
قد تلجأ الحكومة الصربية إلى شراء حصص “غازبروم” و”غازبروم نفت” في مصفاة “نافتنا إنداستريجا صربيا” (NIS)، وهي المصفاة الوحيدة في البلاد، وذلك بهدف ضمان استمرارية إمدادات الوقود.
وفي تصريحات أدلى بها الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يوم السبت في بلغراد، أكد أن “لدينا المال” لإعادة شراء الحصة الروسية في “إن آي إس”، مشيراً إلى أن الأمر قد يبدو غير منطقي، ولكنه قابل للتنفيذ دون الحاجة للاستدانة.
تملك روسيا حالياً 56.15% من أسهم “إن آي إس”، التي تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار، وقد أتى تصريح فوتشيتش في وقت حساس بعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية عن حزمة عقوبات جديدة تهدف إلى زيادة الضغوط على روسيا.
وكان الدبلوماسيان الأميركيان ريتشارد فيرما وجيمس سي أوبراين قد زارا بلغراد لتوضيح أن هذه العقوبات تستهدف روسيا وليس صربيا، حيث أكد فيرما بعد لقائه مع فوتشيتش أنه “لن يحدث اضطراب اقتصادي إذا تم التخلص من الحصة الروسية في “إن آي إس”، مؤكداً أن العقوبات تهدف إلى الحد من العدوان الروسي ولا تستهدف صربيا أو شعبها”.
من جهة أخرى، تعد حصص “غازبروم” و”غازبروم نفت” في “إن آي إس” أساسية للاقتصاد الصربي، إذ تمتلك هاتان الشركتان حصة الأغلبية في هذه المصفاة التي تُعد المصدر الرئيسي للوقود في صربيا.
يذكر أن الحكومة الصربية كانت قد باعت حصتها الأكبر للمستثمرين الروس في عام 2008، وظلت تمتلك نحو 30% فقط من أسهم “إن آي إس”.
وأكد فوتشيتش أن هناك حاجة لإجراء مزيد من المحادثات مع المسؤولين الأميركيين لتحديد الخطوات المقبلة، سواء كانت تتضمن خفض أو شراء الحصة الروسية في المصفاة.
وفي الوقت الراهن، أمام الحكومة الصربية 45 يوماً للبحث عن حل لهذه الأزمة، إلا أن فوتشيتش أشار إلى أنهم قد يطلبون تمديد المهلة للتفاوض على الاتفاق.
وفيما يتعلق بعقوبات الاتحاد الأوروبي المحتملة، أضاف فوتشيتش أن “إن آي إس” تعتمد على واردات الخام عبر خط أنابيب في كرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل استمرار العمليات في المصفاة صعباً إذا تم تنفيذ العقوبات.
وتجنباً للخيارات الصارمة مثل الاستيلاء العدائي أو التأميم القسري للأصول الروسية، أكد فوتشيتش أن “صربيا ليست دولة شيوعية”، مشيراً إلى أنه لا يريد اتخاذ إجراءات قد تضر بالعلاقات مع روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن صربيا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في حين تحافظ على علاقات وثيقة مع الصين وروسيا، مما يضعها في موقع دقيق على الصعيد الجيوسياسي.