الاقتصادية

صادرات كوريا الجنوبية تواصل الانتعاش بقياده أشباه الموصلات

تسارع نمو صادرات كوريا الجنوبية الشهر الماضي، في إشارة إلى أن الاقتصاد قادر على الحفاظ على زخمه بعد تحقيق نمو أسرع من المتوقع في الربع الماضي.

ارتفعت الشحنات، المعدلة وفقاً لاختلافات أيام العمل، بنسبة 11.3% عن العام السابق، بحسب البيانات الصادرة اليوم الأربعاء عن مكتب الجمارك. وبدون التعديل، ارتفعت الصادرات الرئيسية بنسبة 13.8%، بينما زاد إجمالي الواردات بنسبة 5.4%. وبلغ الفائض التجاري 1.5 مليار دولار.

تعد كوريا الجنوبية لاعباً رئيسياً في التجارة الدولية، وبدأ الطلب على سلعها في التعافي منذ أواخر العام الماضي. ونما اقتصاد البلاد بنسبة 1.3% في الربع الأول، وهي وتيرة أسرع من التقديرات الأكثر تفاؤلاً، حيث قادت الصادرات الزخم.

زخم أشباه الموصلات

عادت مبيعات أشباه الموصلات إلى الارتفاع حتى مع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، وبقاء أسعار الفائدة العالمية مرتفعة، مما يضغط على الاستهلاك. أعلنت شركات كبرى، بما في ذلك “إس كيه هاينكس” (SK Hynix Inc)، و”سامسونغ إلكترونيكس”، عن أرباح أفضل من المتوقع مع انتعاش الطلب على رقائق الذاكرة التي تشغل الإلكترونيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بعد الركود الذي شهده العام الماضي.

قال ديف شيا، الخبير الاقتصادي المساعد في وكالة “موديز أناليتيكس”، في مذكرة قبل صدور البيانات: “من المرجح أن يظل نمو الصادرات هو المحرك الرئيسي للنمو في هذا الربع وسط الطلب القوي على أشباه الموصلات. ويُرجح أن يظل نمو الصادرات هو المحرك الرئيسي للنمو في هذا الربع”.

استفاد المصدرون الكوريون الجنوبيون بشكل خاص من الطلب القوي في الاقتصادات الكبرى بما في ذلك الولايات المتحدة. وقال صندوق النقد الدولي الشهر الماضي إن الاقتصادات المتقدمة ستشهد على الأرجح انتعاشاً في نموها هذا العام مقارنة بعام 2023، في حين تشهد الأسواق الناشئة والنامية تباطؤا متواضعاً.

عقبات أمام الصادرات

قالت شينا يو، الخبيرة الاقتصادية في جامعة أكسفورد: “تشير البيانات الأخيرة إلى أن قوة الصادرات الآسيوية ربما لا يزال أمامها طريقاً طويلاً لتقطعه. إذ يجب أن تؤدي عملية إعادة تدوير الرقائق إلى زيادة صادرات أشباه الموصلات المتقدمة ومعدات التصنيع المرتبطة بها. لكننا نحافظ على حذرنا بشأن التوقعات العامة للطلب الخارجي”.

يعد أحد المصادر الرئيسية للقلق بالنسبة لصانعي السياسات هو انخفاض قيمة الوون مقابل الدولار. وفي حين أن شركات مثل “هيونداي موتور” قد فاقت توقعات الأرباح جزئياً على خلفية ضعف العملة المحلية، فإن الشركات الصغيرة والمستوردين يكافحون من أجل التكيف مع ارتفاع تكاليف المواد الخام والطاقة.

كما تشكل توقعات الطلب من الصين مصدراً للقلق. ويكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للخروج من الركود المحلي في الإنفاق، مع انخفاض مفاجئ في الأرباح الصناعية في مارس مما يؤكد المخاطر.

يتعين على كوريا الجنوبية أيضاً أن تتعامل مع المخاطر الجيوسياسية، حيث يدير بعض منتجيها قواعد إنتاج في الصين التي تواجه ضغوطاً، وذلك في ظل تشديد واشنطن ضوابط التصدير على بكين لوقف تدفق السلع الرخيصة التي يعتقد أنها تغمر السوق الأميركية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى