شركة لإدارة الأصول في هونغ كونغ تستعد لإطلاق صندوق بتكوين
تهدف إحدى شركات الخدمات المالية في هونغ كونغ إلى إطلاق صندوق متداول في البورصة يستثمر مباشرة في عملة “بتكوين” خلال الربع الحالي من العام، حيث تواصل المدينة جهودها الرامية إلى أن تصبح مركزاً للأصول الرقمية.
أعلنت شركة “فينتشور سمارت فايننشال هولدينغز” (Venture Smart Financial Holdings) أنها تعتزم تقديم طلب إلى “لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة” لإطلاق صندوق الاستثمار المتداول في البورصة.
وكانت الهيئة التنظيمية قد أصدرت الشهر الماضي ولأول مرة توجيهات للموافقات على الصناديق المتداولة الفورية التي تستثمر مباشرةً في العملات المشفرة.
قال بريان تشان، رئيس مجموعة الاستثمار والمنتجات في الشركة، المعروفة اختصارا باسم شركة “في إس إف جي” (VSFG): “إن هذه السوق لديها إمكانات هائلة. ونستهدف جمع 500 مليون دولار من الأصول المدارة بحلول نهاية هذا العام”.
احتلت صناديق الاستثمار المتداولة التي تتعامل مباشرة في العملات المشفرة دائرة الضوء بعد إطلاق عدد كبير من صناديق “بتكوين” التي رُوج لها كثيرا في الولايات المتحدة، من بينها صناديق أطلقتها جهات إصدار مثل “بلاك روك” و”فيدليتي إنفستمنتس”. وارتفعت كبرى الأصول الرقمية بأكثر من الضعف العام الماضي ترقباً لإصدار تلك الصناديق في الولايات المتحدة، لكنها انخفضت بنحو 10% منذ بدء تداولها في 11 يناير، مع تقييم المستثمرين لحجم السيولة النقدية التي تستطيع صناديق “بتكوين” اجتذابها.
استعداد السوق
تسمح هونغ كونغ بعمل صناديق الاستثمار المتداولة التي تعتمد على العقود الآجلة للعملات المشفرة، وقد أدرجت ثلاثة منها حتى الآن، وهي “سي إس أو بي بتكوين فيوتشرز” (CSOP Bitcoin Futures) و”سي إس أو بي إيثر فيوتشرز” (CSOP Ether Futures) و”سامسونغ بتكوين فيوتشرز” (Samsung Bitcoin Futures). ويبلغ مجموع أصولها رقماً متواضعاً نسبيا يصل إلى 50 مليون دولار أميركي.
قالت شركة “سامسونغ أسيت مانجمنت” لإدارة الأصول إنها لا “تستبعد إمكانية دراسة إطلاق صندوق استثمار متداول للتعامل الفوري في الرموز المشفرة”. ولم تستجب شركة “سي إس أو بي أسيت مانجمنت” (CSOP Asset Management) لطلب التعليق.
وصرحت “لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة” بأنها ليس لديها أي تعليق يتجاوز الإرشادات التي نشرتها في ديسمبر. وإذا كان تاريخ صناديق الاستثمار المتداولة التقليدية يمثل دليلا على شيء، فإن عملية الموافقة على هذه المنتجات قد تستغرق فترة تتراوح بين عدة أسابيع إلى بضعة شهور.
تقدم شركة “في إس إف جي” خدمات إدارة الثروات التقليدية والرقمية، وهي من بين أوائل شركات إدارة الأصول الافتراضية المعتمدة من “لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة” في هونغ كونغ، وفقاً لموقعها على الإنترنت.
تجري شركة “إيجيس كاستودي” (Aegis Custody)، وهي شركة أمناء حفظ للأصول الرقمية، مفاوضات مع أربع شركات لإدارة الأصول حول إدراج صناديق الاستثمار المتداولة للتعامل الفوري على الأصول المشفرة في هونغ كونغ، حسبما قال الرئيس التنفيذي للشركة سيرا وي. أضاف “وي” إنه من المرجح أن تدفع شروط الهيئة التنظيمية في المدينة جهات الإصدار إلى فرض رسوم أعلى مقارنة برسوم الإدارة المنخفضة في العديد من صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة في “بتكوين” داخل الولايات المتحدة.
إطار هونغ كونغ التنظيمي
طرحت هونغ كونغ إطاراً تنظيمياً مخصصاً للأصول الافتراضية في يونيو، في سياق محاولة لاستعادة بريقها كمركز مالي متطور. وتسعى تلك القواعد إلى جذب الشركات، لكنها تركز كذلك على حماية المستثمرين، إذ يستطيع المستثمرون الأفراد تداول الرموز الرئيسية مثل “بتكوين” و “إيثر” ولكن عبر بورصات مرخصة.
تُعتبر هونغ كونغ سوقاً محلية وفي نفس الوقت ممراً إلى الثروة الصينية، غير أنه لم يتضح بعد حجم نشاط الرموز المشفرة الذي تستطيع المدينة أن توفره من الناحية الفعلية.
تقول ربيكا سين، محللة صناديق الاستثمار المتداولة لدى “بلومبرغ إنتليجنس”: “تستطيع شركة (سي إس أو بي أسيت مانجمنت) أن تقود السباق في آسيا والمحيط الهادئ” لإطلاق صناديق الاستثمار المتداولة للتعامل الفوري المباشر في الأصول الرقمية. وأشارت إلى أن منتجات هذه الشركة تستحوذ على الجزء الأكبر من الأموال الخاضعة للإدارة في صناديق الاستثمار المتداولة الحالية التي تتعامل في العقود الآجلة للأصول الرقمية في هونغ كونغ.
تسبب إطلاق الصناديق الأميركية في إزعاج بعض الولايات القضائية الآسيوية، وخاصة كوريا الجنوبية، التي لا تزال معروفة بهوس الأصول الافتراضية.
وطلب مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية من هيئة الرقابة والتنظيم المالي في البلاد الامتناع عن اتخاذ موقف محدد بشأن صناديق الاستثمار المتداولة للتعامل الفوري على “بتكوين”، وسط حالة من التخبط حول احتمال أن ينتهك الوسطاء القوانين المحلية إذا سُمح للمستثمرين بتداول هذه المنتجات.