تكنولوجيا

شركات التكنولوجيا تتجه نحو الطاقة النووية لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي

أظهرت دراسة أجراها “جولدمان ساكس” أن الاستعلام الواحد عبر روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” يتطلب كهرباء تزيد بحوالي عشرة أضعاف عن البحث التقليدي على “جوجل”.

تشير التقارير إلى أن مراكز البيانات التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” تمثل حوالي 2% من الاستهلاك الكهربائي العالمي، وفقًا لكبير مسؤولي التسويق في شركة “آرم” البريطانية، “أمي باداني”.

مع تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي، تتطلب مراكز البيانات مزيدًا من الطاقة، مما يستدعي ضرورة توليد تلك الطاقة بطرق لا تزيد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

قبل الازدهار الحالي في الذكاء الاصطناعي، كانت شركات التكنولوجيا الكبرى قد تعهدت بالتحول إلى الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.

ومع ذلك، فإن التقنيات الجديدة تحتاج لمزيد من الطاقة، مما يجعل الاعتماد على الطاقة المتجددة غير كافٍ من دون حلول تخزين فعالة.

تسعى شركات التكنولوجيا بشكل متزايد نحو استخدام الطاقة النووية كخيار لتأمين الكهرباء الخالية من الانبعاثات اللازمة لتشغيل أنظمتها الذكية.

وقد أبرمت شركات مثل “أمازون” و”جوجل” و”مايكروسوفت” مؤخرًا صفقات مع مشغلي محطات الطاقة النووية لتلبية احتياجات مراكز البيانات المتزايدة.

في يوليوز، أعلنت “جوجل” أن انبعاثاتها الكربونية ارتفعت بنسبة 48% منذ عام 2019، مما يعكس التأثير الكبير لاستهلاك الطاقة في مراكز البيانات.

94c95a6d 1cfb 46b1 b302 01414dadee7d Detafour

بينما أكدت “مايكروسوفت” أن انبعاثاتها ارتفعت بمعدل 31% مقارنة بعام 2020، متعلقةً بالمراكز والأجهزة الذكية.

يتوقع معهد أبحاث الطاقة الكهربائية أن تستهلك مراكز البيانات حتى 9% من الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، أي أكثر من ضعف الاستهلاك الحالي.

تتوقع وكالة الطاقة الدولية أيضًا أن يتزايد استخدام الطاقة النووية لمواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء من قبل قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

توليد الطاقة النووية في مختلف أنحاء العالم خلال 2023

الدولة أو المنطقة

الطاقة النووية
(تيراواط ساعة)

منطقة اليورو

618

الولايات المتحدة

808

الصين

433

الهند

48

و بحلول عام 2025، يُرجح أن يتجاوز توليد الطاقة النووية المستوى القياسي السابق المسجل في عام 2021، مع استئناف عمليات الإنتاج في العديد من المحطات حول العالم.

من جهة أخرى، تواصل الشركات الكبرى استكشاف خيارات الطاقة النووية؛ حيث أعلنت “جوجل” مؤخرًا عن صفقة لشراء الطاقة النووية من مفاعلات صغيرة تُطوّر بواسطة شركة “كاريوس باور”، والتي يُتوقع أن تدخل حيز التشغيل بحلول 2030.

أما “أمازون” فقد استثمرت في شركة “إكس-إنرجي”، التي تطور مفاعلات نووية صغيرة. وفي خطوة مماثلة، أبرمت “مايكروسوفت” صفقة مع “كونستليشن إنرجي” لإعادة تشغيل مفاعل نووي في بنسلفانيا.

ومع دعم الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للطاقة النووية كجزء من استراتيجيات الحد من الانبعاثات، تم توقيع قانون جديد يهدف إلى تسريع تطوير مشاريع الطاقة النووية الجديدة.

لكن بعض الخبراء يشيرون إلى أن التحديات مثل تكاليف تطوير المفاعلات الجديدة وتأخيرات البناء لا تزال قائمة.

ebe9db04 31e4 40c9 9e9b 87372754468f Detafour

على الرغم من هذه العقبات، فإن شركات التكنولوجيا تواصل تعزيز جهودها للحصول على الطاقة اللازمة لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق أهداف الاستدامة.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى