الشركاتالاقتصادية

شجاعة القرار: كيف أصبح تنحي مارك راندولف عن قيادة نتفليكس أحد أذكى خياراته؟

قاد ” مارك راندولف ” شركة البث الكبرى “نتفلكس” في البداية بعدما شارك في تأسيسها عام 1997، وبعد جهوده الدؤوبة نحو النجاح الذي حققته الشركة خلال تلك الفترة يشارك “راندولف” أفكاره حول انتقال القيادة و”شجاعة التنحي”.

“راندولف” هو أول مدير تنفيذي للشركة – التي لديها أكثر من 277 مليون مشترك حول العالم – وحل محله الشريك المؤسس “ريد هاستينجز” ليتجه بعد ذلك لتطوير المنتجات، ثم غادر الشركة في النهاية.

ومنذ أن غادر “راندولف” الشركة في عام 2003  – بعد عام من طرحها الأولي – أسس و شارك في تأسيس ست شركات ناجحة أخرى، وأشرف على تدريب مئات من رواد الأعمال.

بعد عام ونصف من إطلاق “نتفلكس” لموقعها الإلكتروني، وتحديدًا في 1999، اقترح “هاستينجز” تنحي “راندولف” عن منصب المدير التنفيذي وتولي منصب مدير العمليات، وكما روى “راندولف” فإنه شعر بالإهانة قليلاً عندما تحدثا عن نقاط قوته وضعفه كرئيس تنفيذي، وعن أخطاء بسيطة في قيادته والتشكيك في بعض التعيينات التي قام بها.

“راندولف” – البالغ من العمر حاليًا 66 عامًا –  كان يرى الاقتراح غير عادل نظرًا لدوره في تأسيس الشركة ونجاحها، لكنه أدرك أنه بينما كان يفكر في الماضي كان “هاستينجز” يتطلع للمستقبل.

وفي النهاية، اختار “راندولف” التنحي معتقدًا أن طموحاته لا ينبغي أن تعيق نجاح “نتفليكس”، وخلص إلى أن السماح لـ “هاستينجز” بتولي منصب المدير التنفيذي كان أفضل قرار اتخذه على الإطلاق.

138a898c 96d2 4a81 ab68 d84179fd61d2 Detafour

تحدث “راندولف” خلال حلقة بودكاست “مذكرات الرئيس التنفيذي مع ستيفن بارتليت” مؤخرًا أن تنحيه عن منصبه ساعد الشركة على الازدهار قائلاً: كان التخلي عن غروري قليلًا هو القرار الأكثر ذكاءً الذي اتخذته على الإطلاق في “نتفلكس”.

لأن في السنوات التي تلت اتخاذه لذلك القرار عندما أدار هو و “هاستينجز” الشركة معًا، شهدت ازدهار “نتفلكس” التي أصبحت شركة عامة في مايو 2002 قبل عام تقريبًا من مغادرة “راندولف” للشركة بالكامل.

تحدث “راندولف” أيضًا خلال البودكاست عن أن العمل الجاد ليس ما يجعل الشركات أسماء معروفة، بل أن المدراء التنفيذيين ورجال الأعمال الناجحين غالبًا ما يتقدمون بسبب مهارة واحدة وهي القدرة على تحديد أولويات القضايا التي تحتاج إلى حلول أولاً.

وأضاف قائلاً: أعتقد أن العمل الجاد الذي يؤدي إلى النجاح هو خرافة، إذا كنت ذكيًا حقًا بشأن المشكلات التي تختار التركيز عليها، فهذا سيحدث الفارق، لست مضطرًا للقيام بكل شىء بشكل صحيح.

939e61e5 63d1 442a 9c8d bd069cd0a059 Detafour

ويرى “راندولف” أن هناك مبالغة في تقدير أهمية العمل الجاد – الذي يظهر في الحضور للمكتب أولاً ومغادرته آخرًا – في بعض الأحيان.

وهو ما أكدته دراسة أجريت في جامعة “ستانفورد” عام 2014، والتي أظهرت أن الإنتاجية في الساعة تتراجع بشكل حاد إذا عمل الشخص أكثر من 50 ساعة في الأسبوع.

ورغم ذلك، أشار “راندولف” إلى أهمية العمل الجاد – أو العمل لساعات طويلة – في بداية الحياة المهنية أو عند تأسيس شركة خاصة، قائلاً: عندما تكون أصغر سنًا، عندما لا تعرف حقًا ما يجب أن تفعله، فمن الأفضل أن تعمل بجد.

كما يأسف “راندولف” على ميل معظم الشركات وخاصة مع نموها إلى وضع حواجز واقية حول موظفيها، وأشار إلى تجنب “نتفليكس” لتلك الممارسة تحت قيادته قائلاً: لقد اعتقدنا أن ما يجعل الشخص يرغب في العمل في شركة ما هو أن يتم التعامل معه كشخص بالغ، أي تٌمنح له الفرصة لإحداث تأثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى