اقتصاد المغرب

شباب المغرب..البطالة والتهميش يُهددان مستقبل 1.5 مليون شاب

كشفت دراسة حديثة للمندوبية السامية للتخطيط عن ظاهرة مقلقة في المغرب، وهي انتشار فئة الشباب الذين يُطلق عليهم اسم “النييت”.

ويشير هذا المصطلح إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة، والذين لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين مهني.

وأشارت المندوبية إلى عدة عوامل تتداخل لتفسير هذه الوضعية، من بينها: مستوى التعليم، الحالة الاجتماعية، العمر، الجنس، مستوى تعليم رب الأسرة، والجغرافيا.

وأوضحت المندوبية في مذكرة لها أن مستوى التعليم يعد عنصراً حاسماً يؤثر على احتمالية أن يصبح الشباب في هذه الوضعية، حيث الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم ولم يتجاوزوا المستوى الابتدائي هم أكثر عرضة بـ 15 مرة لأن يكونوا “نييت” مقارنة بمن لديهم مستوى تعليمي أعلى.

كما تطرقت المندوبية إلى تأثير الحالة الاجتماعية والجنس، مبينة أن الشباب المتزوجين أكثر عرضة بـ 5.4 مرة لأن يكونوا “نييت” مقارنة بغير المتزوجين، مما يبرز تأثير الالتزامات العائلية والأعراف الاجتماعية، خصوصاً بالنسبة للنساء المتزوجات.

وأشارت المندوبية إلى وجود تفاوت كبير بين الجنسين، حيث الشابات اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا أكثر عرضة بـ 3.5 مرات لأن يكن في وضع “نييت” مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية، مما يؤكد على الحاجة لتعزيز تكافؤ الفرص والتغلب على العقبات التي تواجهها المرأة في مجالات التعليم والتوظيف والتدريب.

وأكدت الوثيقة أن العمر هو عامل مهم آخر، حيث أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عامًا أكثر عرضة لأن يكونوا “نييت” مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا، وهو ما يمكن تفسيره بالفترة الانتقالية نحو سوق العمل.

وأشارت الوثيقة أيضاً إلى تأثير تعليم رب الأسرة، حيث الشباب الذين يعيشون في أسرة لا يحمل ربها شهادة جامعية أكثر عرضة بمرتين لأن يكونوا “نييت” مقارنة بأولئك الذين يعيشون مع رب أسرة حاصل على دبلوم أعلى.

بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود رب أسرة نشط يقلل بشكل كبير من خطر “النييت”، إذ الشباب الذين يعيشون مع رب أسرة نشط لديهم فرصة أقل بنسبة 17.7% لأن يكونوا في هذه الوضعية مقارنة بمن يعيشون مع رب أسرة غير نشط.

كما سلطت الوثيقة الضوء على الفوارق الجغرافية والتنمية الاقتصادية، مبينة أن الشباب الذين يقيمون في مناطق مثل بني ملال-خنيفرة وفاس-مكناس لديهم احتمالية أكبر بكثير لأن يكونوا “نييت” مقارنة بمن يعيشون في مناطق أخرى مثل طنجة-تطوان-الحسيمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى