شائعات حول احتواء اللحوم الحمراء في المغرب على مواد سامة
أثارت شائعات حول احتواء اللحوم الحمراء التي تُباع في السوق المغربية على مواد سامة، جدلًا كبيرًا خلال الأيام الأخيرة، ما حدا بعدد من الجهات المعنية إلى التدخل لتفنيد صحّة تلك المزاعم، بينما باشرت الشرطة تحقيقا في الموضوع.
وأكدت الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك، بناء على البحث والتحري الذي قامت به بتنسيق مع كافة مكاتب الجمعيات التابعة لها وبين الشبابيك المهنية في المغرب، أن ما جرى ترويجه من أن اللحوم مسمومة، وأن العديد من المجازر والأسواق تم إغلاقها، “لا يعدو كونه ادّعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وقالت الجامعة الوطنية لجمعيات حماية المستهلك إنه لم يتم تسجيل أية حالة مثبتة من طرف أي جهة رسمية بوجود لحوم مسمومة، مبرزة أنها “تُطمْئن المستهلكين حول سلامة اللحوم المعروضة”، مهِيبة بعموم المواطنين اقتناء اللحوم من مصادر معروفة مرخّصة وخاضعة للمراقبة من طرف الجهات الصحية المختصة.
وفي هذا السياق، نشر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية نصائح حول اقتناء اللحوم الحمراء، حيث دعا إلى اقتنائها من محلات الجزارة المعروفة التي تحترم شروط النظافة والسلامة الصحية.
كما أوصت المؤسسة ذاتها باقتناء اللحوم الحمراء الملفوفة التي مصدرها وحدات تقطيع اللحوم المرخصة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والتأكد من أن اللحوم الحمراء تحمل خاتم المصالح البيطرية الذي يثبت أن تحضيرها تم بمجازر مراقبة من طرف المصالح البيطرية المختصة بعد التأكد من جودتها وسلامتها.
وتفاعلا مع الموضوع، قال محمد جبلي، رئيس الفدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، إن قطيع الأبقار الوطني “في صحة جيدة”، وإن جودة اللحوم الحمراء “عالية”.
وأوضح جبلي، أن القطيع يخضع للمراقبة القبْلية والبَعدية، حيث تتم مراقبة الحيوانات الموجّهة إلى الذبح قبل الدخول إلى المجازر، ثم تخضع للمراقبة بعد الذبح من طرف المصالح البيطرية المختصة، مضيفا أنه “لا خوفَ على صحّة المستهلكين”.
وجوابا على سؤال بخصوص متوسط استهلاك المغاربة من اللحوم الحمراء، رد المتحدث ذاته بأن الاستهلاك يرتبط بأسعار اللحوم، إذ يرتفع كلما انخفضت الأسعار، مسجّلا أن كمية اللحوم التي تروج في السوق المغربية لم تتأثر رغم ارتفاع الأسعار.
وبهذا الخصوص، أشار جبلي إلى أن أسعار اللحوم الحمراء حاليا “معقولة”، حيث تتراوح في المجازر (البيع بالجملة) بين 70 و72 درهما، مفيدا بأنه من غير المتوقع أن تنخفض الأسعار مستقبلا، “وإلا سنقتُل الكسّاب، لأن أسعار الأعلاف مرتفعة، إذ يتراوح سعر الوحدة من التبن (بالة) ما بين 40 و50 درهما”.
و من المتوقع أن تستمر الشائعات حول احتواء اللحوم الحمراء في المغرب على مواد سامة في الانتشار، خاصة في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الآونة الأخيرة.
ومن المتوقع أيضًا أن تكثف الجهات المعنية جهودها لتفنيد تلك الشائعات، وطمأنينة المستهلكين حول سلامة اللحوم الحمراء المعروضة في السوق المغربية.
وعلى المستوى الفردي، من المهم أن يحرص المستهلكون على اقتناء اللحوم الحمراء من مصادر موثوقة، وذات سمعة طيبة، وأن يتأكدوا من أنها تحمل خاتم المصالح البيطرية.