“سي إن إن”: ميناء الداخلة الأطلسي… قفزة نوعية للتجارة والتواصل في أفريقيا
أعدت قناة “سي إن إن” الأمريكية تقريرًا حول تقدم أعمال بناء ميناء الداخلة الأطلسي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مصفوفًا المشروع بأحد أكبر مشاريع البنية التحتية في أفريقيا.
وأشارت “سي إن إن” إلى أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يتمتع بحجمه الضخم والطموح، سيمثل نقلة نوعية في تعزيز التجارة وتعزيز التواصل بين القارة الأفريقية وباقي أنحاء العالم.
وبينت أن أكثر من ثلثي دول أفريقيا تمتلك منافذ بحرية، مما يعزز أهمية التجارة البحرية كشريان حياة اقتصادي حيوي.
وفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، تم تداول 1.3 مليار طن من البضائع عبر موانئ القارة في عام 2021، مما يبرز أهمية تحسين بنية التجارة البحرية وتطوير الموانئ لدعم الاقتصاد الأفريقي.
وأضافت القناة الأمريكية أن المغرب يحتل مكانة ريادية من خلال مشروع بناء ميناء جديد في الداخلة، الذي سيمثل نقطة تحول استراتيجية في تعزيز التجارة والتواصل مع دول غرب أفريقيا وشرقها.
وأشارت التقديرات إلى أن الميناء سيكون قادرًا على تداول حوالي 35 مليون طن من البضائع سنويًا في المرحلة الأولى، ومن المتوقع توسيع القدرات في المرحلة الثانية لاستيعاب حوالي 8 مليون طن إضافية من الشحنات الجافة.
وأوردت القناة أن المشروع يعزز الاتفاقية القارية الأفريقية للتجارة الحرة، التي تهدف إلى دعم التجارة داخل أفريقيا، من خلال إنشاء سوق واحدة للسلع والخدمات، ويوفر الفرصة لتطوير صناعة التحويل والتصنيع داخل القارة.
وأشارت إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي الضخم ليس مجرد مشروع بناء، بل هو استثمار طويل الأمد في مستقبل الاقتصاد الأفريقي، يعزز التكامل الاقتصادي ويوفر فرصًا جديدة للنمو والتطور.
وبحسب “نسرين إيوزي”، مديرة المديرية المؤقتة للإشراف على إنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، تتميز منطقة ميناء الداخلة بموقع جغرافي استراتيجي، حيث تمثل واجهة للمغرب نحو أفريقيا، وتعزز الربط والتكامل مع القارة بشكل أكبر.
وأضافت “إيوزي” أن هذا المشروع، مع البنية التحتية القائمة والمخططات لمناطق صناعية وخدمات لوجستية، يأتي برؤية شاملة لتعزيز الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتطوير الصناعات المحلية.
يقع ميناء الداخلة الأطلسي في “نتيرفت” على بعد 40 كيلومترًا شمال مدينة الداخلة، في الجماعة القروية العركوب، وسيسهم في تطوير قطاع الصيد البحري في الجهة، وتعزيز المبادلات التجارية، خاصة وأنه سيكون بوابة المملكة المغربية إلى المحيط الأطلسي والقارة الأمريكية.