سيتي بنك يتوقع تحولًا حادًا في سياسة الفيدرالي الأمريكي نحو التيسير النقدي في 2025
توقع محللو سيتي بنك أن يتبنى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، واللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة “تحولًا حادًا نحو السياسة الحمائمية” في الأشهر المقبلة، وذلك بعد التحديثات المتشددة الأخيرة في ملخص التوقعات الاقتصادية للبنك الفيدرالي.
شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا في أعقاب تصريحات رئيس الفيدرالي وتوقعات لجنة السوق المفتوحة، لكنها بدأت في التعافي اليوم.
وكانت التوقعات المعدلة من الفيدرالي أكثر تشددًا من المتوقع، حيث تم تخفيض تقديرات تخفيضات الفائدة لعام 2025 إلى 50 نقطة أساس فقط، بدلاً من 100 نقطة أساس التي كانت متوقعة في شتنبر الماضي.
وفقًا للتوقعات الأخيرة، كان الإجماع يشير إلى إمكانية ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة، لكن الفيدرالي الآن يتوقع اثنين فقط.
كما أكدت معارضة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، ميريل هاماك، وثلاثة أعضاء آخرين غير مخولين بالتصويت، على أن الفيدرالي قد لا ينفذ أي تخفيضات في 2024، ما يعكس التوجه المتشدد للبنك المركزي.
توقعات سيتي بنك تشير إلى أن “ضعف سوق العمل” سيكون أكثر وضوحًا في الأشهر المقبلة، مما قد يدفع الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع مما تسعّره الأسواق.
ويعتقد الاستراتيجيون في سيتي بنك أن تخفيضات الفائدة قد تتم بمقدار 50 نقطة أساس فقط حتى منتصف عام 2026، في حين أن الفيدرالي يتوقع تراجع التضخم إلى هدفه البالغ 2% مع استقرار معدل البطالة.
على الرغم من البيانات القوية بشأن التضخم في سبتمبر وأكتوبر، أشار باول إلى أن التضخم لا يزال في طريقه للوصول إلى 2%، مع التأكيد على ضعف سوق العمل.
وتحدث باول عن الضعف التدريجي لسوق العمل، معتبراً أن هذا الضعف سيؤدي إلى زيادة في معدل البطالة، الذي قد يرتفع بنحو 0.1 نقطة مئوية كل شهرين، وهو ما قد يدفع الفيدرالي لخفض الفائدة بشكل أسرع.
من المتوقع أن يرتفع معدل البطالة، الذي يبلغ حاليًا 4.246%، إلى 4.4% في ديسمبر وقد يتجاوز 4.5% في الأشهر المقبلة، متجاوزًا تقديرات الفيدرالي للعام 2025.
و مع تراجع التضخم الأساسي في نوفمبر وتوقع المزيد من الانخفاضات في ديسمبر، يرى محللو سيتي بنك أن الظروف الاقتصادية قد تدفع الفيدرالي لتنفيذ تخفيضات في أسعار الفائدة في كل اجتماع قادم.
بالإضافة إلى ذلك، يرى المحللون أن المخاوف من التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، خاصة في ظل السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد تساهم في دعم أسعار الذهب.
يتوقع المحللون أن تواصل الصين شراء الذهب في ظل هذه المخاوف الجيوسياسية، مما يعزز موقف المعدن الثمين كملاذ آمن.