سوق الأسهم السعودية يستعد لإغلاق قوي لعام 2024 مع توقعات إيجابية للقطاعات الرئيسية
شهدت سوق الأسهم السعودية “تاسي” ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، آخر جلسات العام 2024. حيث سجل المؤشر الرئيسي صعودًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 12,072 نقطة.
و في المقابل، سجل مؤشر السوق الموازية ارتفاعًا بنسبة 0.1% ليصل إلى 31,481 نقطة عند الساعة 14:04 بتوقيت الرياض.
مع اقتراب نهاية العام، يترقب المستثمرون أداء ثلاثة قطاعات رئيسية في سوق الأسهم السعودية، التي من المتوقع أن تكون محركات نمو قوية في 2025، بدعم من نتائج أعمال واعدة ومعطيات اقتصادية إيجابية.
هذه القطاعات تشمل المصارف، العقارات، والتأمين، والتي يتوقع أن تساهم في دفع السوق لتحقيق مكاسب ملحوظة في العام المقبل.
يعد قطاع المصارف في مقدمة القطاعات الواعدة، حيث أظهرت أسهم البنوك تفاعلًا إيجابيًا مع البيانات الصادرة عن البنك المركزي السعودي “ساما”.
ووفقًا لتلك البيانات، سجلت أرباح البنوك السعودية ارتفاعًا بنسبة 14% على أساس سنوي لتصل إلى 7 مليارات ريال في نوفمبر، مدفوعة بنمو الإقراض بنسبة قياسية بلغت 1.7%.
كما شهدت قروض الأنشطة العقارية زيادة كبيرة بلغت 15 مليار ريال في نوفمبر، ما يعد أكبر زيادة شهرية في محفظة الائتمان للبنوك، مع نمو سنوي بنسبة 32%.
وتوقع محمد الفراج، رئيس إدارة الأصول في “أرباح كابيتال”، أن تتجاوز الأرباح المجمعة للبنوك السعودية مستوى 88 مليار ريال في 2024.
وأشار إلى أن أي تفاعل إيجابي في أسهم القطاع المصرفي سيؤثر بشكل ملموس على مؤشر “تاسي”، الذي سجل زيادة بنسبة 0.2% منذ بداية العام. وتوقع الفراج أن يصل مؤشر “تاسي” إلى مستوى 12,100 نقطة في الجلسة الأخيرة للعام.
شهد قطاعا العقارات والتأمين ارتفاعات ملحوظة في الجلستين الأخيرتين، حيث تصدرا القطاعات الأكثر صعودًا. وأشار الباحث الاقتصادي إبراهيم الهندي إلى أن القطاع العقاري سيشهد عمليات تطوير واسعة، مدفوعة بمشاريع كبيرة مثل “إكسبو 2030″ و”كأس العالم 2034”.
وتوقع أن يكون التمويل والإقراض، سواء للأفراد أو للمشروعات الكبرى، من العوامل الأساسية لدعم هذا القطاع.
أما قطاع التأمين، فيترقب تحولات كبيرة بعد استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركة “الإعادة السعودية”، بالإضافة إلى عمليات الاندماج والاستحواذ المتوقعة، سواء المعلنة أو تلك التي سيتم الكشف عنها في الخطط المستقبلية للنمو.
قطاع المرافق العامة كان الأفضل أداءً في جلسة أمس، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 2.17%، مدفوعًا بارتفاع سهم “أكوا باور” بنسبة 2.73%.
وقد أعلنت الشركة عن تأمين محفظة مشروعات تضم أكثر من 1 غيغاواط من الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في السوق الصينية.
وفي قطاع الطاقة، يظل سهم “أرامكو” تحت الأنظار، خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين. حيث سجلت عقود خام برنت لشهر فبراير زيادة بنسبة 0.3% لتصل إلى 74.39 دولار للبرميل، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند 70.99 دولار للبرميل.
وأشار هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي لتقنيات مكيال المالية، إلى أن سهم “أرامكو” يتم تداوله بأقل من قيمته الحقيقية بشكل كبير، مع توقعات بارتفاعات قد تصل إلى 40% لتحقيق مكررات ربحية منطقية.
توقع المحللون أن القطاعات ذات التوجه المحلي، مثل البنوك والعقارات والتأمين، ستشهد نموًا قويًا في المستقبل، مما سينعكس إيجابيًا على أداء السوق السعودي.
ومع استمرار الدعم من البيانات الاقتصادية الرسمية والتحفيز الحكومي، من المتوقع أن تواصل هذه القطاعات قيادة السوق نحو مستويات نمو جديدة في 2025.
