“سبيس إكس” تقود السباق الفضائي بفضل شراكتها مع “ناسا” وتحالفها مع “ترامب”
برزت شركة “سبيس إكس” كقوة رائدة في صناعة الفضاء العالمية، مستفيدة من عقودها المربحة مع وكالة “ناسا” وعلاقاتها القوية مع الحكومة الأمريكية، لتعزز من قدرتها على إطلاق صواريخها المتطورة إلى الفضاء.
في حدث بارز، انضم الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب” إلى الرئيس التنفيذي لـ “سبيس إكس”، “إيلون ماسك”، في براونزفيل بولاية تكساس لمتابعة الإطلاق التجريبي السادس لمركبة الفضاء “ستارشيب”.
و عبر “ترامب” عن دعمه على وسائل التواصل الاجتماعي وتمنى التوفيق لـ “ماسك” في الحدث الذي شهد انفصال صاروخ “سوبر هيفي” عن “ستارشيب”، رغم أن المركبة هبطت بشكل غير متوقع في خليج المكسيك.
و تحظى “سبيس إكس” بعلاقة وثيقة وطويلة الأمد مع “ناسا”، بدأت بعقد في 2006 أنقذ الشركة من الإفلاس، ثم تبعته عقود ضخمة أخرى، بما في ذلك عقد بقيمة 1.6 مليار دولار في 2008.
رغم البداية الصعبة، حيث انفجرت بعض صواريخها وكبسولات “دراجون” في اختبارات، تمكنت “سبيس إكس” من تحويل استثمارات الحكومة في الشركة إلى نجاحات متتالية، مما عزز ثقة “ناسا” في قدرتها على إطلاق صواريخ بأقل التكاليف مقارنة بالمنافسين.
إضافة إلى نجاحاتها في قطاع الفضاء، طورت “سبيس إكس” مشروع “ستارلينك”، مجموعة من الأقمار الصناعية التي توفر الإنترنت في المناطق النائية، حيث تدير الشركة اليوم حوالي 6 آلاف قمر صناعي ولديها 3 ملايين عميل.
ونتيجة لهذه التطورات، أعلنت “ناسا” عن تعهدها بإنفاق 4 مليارات دولار على “ستارشيب” لنقل رواد الفضاء إلى القمر في إطار برنامج “أرتميس”.
“إيلون ماسك” لم يقتصر حلمه على القمر فقط، بل يتطلع أيضًا إلى إرسال البشر إلى المريخ. في سبتمبر، توقع “ماسك” أن يتم إطلاق صاروخ “ستارشيب” إلى المريخ في غضون عامين، مع تنظيم رحلات بشرية إلى الكوكب الأحمر بحلول 2028.
لكن تحديد جداول زمنية طموحة يشتهر به “ماسك”، وهو أمر قد يواجه تحديات عدة، بدءًا من التنظيمات الحكومية وصولاً إلى صعوبات فنية كبيرة، مثل كيفية تزويد “ستارشيب” بالوقود أثناء الرحلة أو هبوط البشر في ظروف قاسية على سطح المريخ.
ورغم التحديات، يبدو أن تحالف “ماسك” مع “ترامب” سيقدم الدعم اللازم لتحقيق هذه الطموحات، حيث أيد “ترامب” فكرة إرسال رائد فضاء أمريكي إلى المريخ في المستقبل القريب.
وتعد هذه الشراكة السياسية جزءًا من استراتيجية “ماسك” في تسريع تنفيذ مشروعاته الطموحة، مما يعزز من فرص وصول البشر إلى المريخ في العقود المقبلة.
