ساعات أقل وإنتاجية أكثر .. هل أصبح خفض أسبوع العمل إلى 4 أيام مصيرًا محتومًا؟
“ربّ ضارّة نافعة”، تنسحب هذه المقولة على ما أحدثته جائحة “كوفيد-19” من قفزة في تطوير هياكل التعليم والعمل لتكون عن بعد، مع استخدام عميق للتكنولوجيا، وخلق فرص عمل جديدة في الاقتصادات.
وبعد أن أصبح التخلي عن الحضور لمكتب العمل، والتوقيع في الصباح أمرًا مقبولًا وشائعًا، ظهر أسبوع العمل لمدة أربعة أيام كتحديث للفكرة، مدفوعًا بطموح العمال، وحرص الرؤساء التنفيذيين على جذب المواهب وحتى تعزيز الإنتاجية.
32 ساعة أسبوعيًا
– وفقًا لاستطلاع أجرته شركة “كيه بي إم جي” لـ 100 من قادة الشركات الأمريكية التي تبلغ إيراداتها السنوية ما لا يقل عن 500 مليون دولار، أفاد 30% من الرؤساء التنفيذيين بأنهم يدرسون فكرة أسبوع عمل مدته أربعة أيام أو أربعة أيام ونصف.
– قدم السيناتور “بيرني ساندرز”، المستقل عن ولاية فيرمونت الأمريكية، مشروع قانون ينص على خفض وقت العمل الأسبوعي من 40 ساعة إلى 32 ساعة لبعض العمال.
– وفقًا لاستطلاع أجرته شركة الاستشارات “جارتنر”، يفكر خُمس مسؤولي الموارد البشرية الذين استطلعت آراءهم العام الماضي في تطبيق أسبوع عمل مدته أربعة أيام، بعدما قال ثلثا المرشحين للوظائف إنه (دون خفض الراتب) يعد ميزة من شأنها أن تجذبهم إلى الوظيفة.
الساعات الكثيرة لا تعني جودة أفضل
– من خلال تجربة (عمرها أقل من عام) للعمل مدة أربعة أيام، تحسنت جهود الضباط بشرطة منطقة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، وانخفضت أوقات الاستجابة للبلاغات، واستخدمت إدارة الشرطة أقل من نصف المبلغ المخصص في موازنة عام 2023.
– وفقًا لبحث أجرته مؤسسة “فور داي ويك جلوبال” غير الربحية، أبلغت الشركات المشاركة في برنامج تجريبي لهذا النظام، عن تقييم إنتاجيتها وأدائها عند 7.7 نقطة على مقياس من 1 إلى 10 نقاط، وبلغت القدرة على جذب عمالة جديدة 8.7 نقطة.
– قالت “جينيفر توستي خاراس”، أستاذة الإدارة في كلية “بابسون” الأمريكية: “نرى ساعات العمل بمثابة مؤشر لمدى أهميتنا، ومدى تقدمنا، في نهاية اليوم، نعلم جميعًا أنه لا توجد علاقة مباشرة بين ساعات العمل وجودة العمل”.
مكافحة إدمان العمل
– على الرغم من كل الحديث عن التوازن بين العمل والحياة والصحة، لا يزال العديد من العمال لديهم نزعة إدمان العمل، فهم يفكرون فيه خلال إجازتهم، حتى ولو كانوا على الشاطئ.
– وفقا لمركز “بيو” للأبحاث، فإن ما يقرب من نصف العمال الأمريكيين لا يستخدمون كل إجازاتهم المدفوعة الأجر، وكان السبب الأكثر ذكرًا هو أنهم يشعرون بعدم الاحتياج لمزيد من الإجازة.
– قالت “كاثي كينان”، المديرة التنفيذية لمنظمة “محامون متطوعون من أجل العدالة”: ” طورنا عادات سيئة، وربطنا أنفسنا بالشعور بأننا بحاجة للتواجد على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع، من الصعب تجاهل الرغبة في التحقق من البريد الإلكتروني الساعة 8 مساءً”.
– حتى يحدث تغيير، فالمفترض أن يمنح أسبوع العمل المختصر الأشخاص مزيدًا من الوقت ليعيشوا حياتهم بعيدًا عن مهام وظائفهم، فهل يستطيع العمال إقناع أنفسهم بأنهم قادرون على القيام بذلك والمضي قدمًا في حياتهم المهنية قبل إقناع أرباب العمل؟