الاقتصادية

زيادة رغبة الأمريكيين في مغادرة البلاد بعد فوز ترامب في الانتخابات

أظهرت عمليات البحث على “جوجل” أن العديد من الأمريكيين يفكرون جديًا في مغادرة بلادهم بعد فوز “دونالد ترامب” في الانتخابات الرئاسية، حيث شهدت عمليات البحث المتعلقة بالهجرة ارتفاعًا كبيرًا، خاصة بين أولئك الذين يشعرون بالقلق من تأثير سياسات ترامب على حياتهم ومستقبل الأجيال القادمة.

وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن عدد المواطنين الذين حصلوا على جوازات سفر قد ارتفع بشكل غير مسبوق. في الأيام التي تلت إعلان فوز ترامب، زار حوالي 30 ألف شخص موقع “إكسباتسي” المخصص لمساعدة الأمريكيين في الانتقال للخارج.

حتى قبل تنصيب ترامب، أعرب العديد من المشاهير عن رغبتهم في مغادرة الولايات المتحدة والعيش في الخارج، معتبرين أن فترة رئاسته الثانية قد تكون مليئة بعدم اليقين، خاصة بعد وعوده بتغيير جذري في الحكومة الأمريكية وخططه الاقتصادية التي قد تؤدي إلى زيادة التضخم بسبب الرسوم الجمركية.

725bbb0a fde4 4670 bfb3 ae49156260a9 Detafour

وقال “روبرت شابيرو”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا: “هذه الاستجابة هي نتيجة مباشرة للتهديدات التي شعر بها المواطنون من سياسات ترامب، ومعنويات هؤلاء أكثر ارتفاعًا في المدن المناهضة له.”

أضاف شابيرو أن الهجرة الجماعية من غير المرجح أن تحدث، لكن قرار مغادرة البلاد سيعتمد على كيفية تنفيذ ترامب لوعوده.

قبل الانتخابات، أظهر استطلاع رأي أن 21% من الأمريكيين كانوا يفكرون في الانتقال للخارج إذا خسر مرشحهم المفضل. كما أظهرت استطلاعات سابقة في 2016 أن أكثر من 1 من كل 4 أمريكيين كانوا سيغادرون في حال فوز ترامب.

ورغم أن فوز ترامب في هذه الانتخابات كان متوقعًا بالنسبة للكثيرين، إلا أن عدد الأمريكيين الذين يفكرون في الهجرة ارتفع بنسبة 8% منذ عام 2011، ليصل إلى 18% في 2023. بعد إعلان فوزه، أفادت دراسة جديدة بأن حوالي نصف سكان لوس أنجلوس يفكرون في مغادرة البلاد، بينما أشار 35% من سكان نيويورك إلى رغبتهم في ذلك.

الشباب، تحديدًا، هم الأكثر ميلًا للتفكير في الهجرة، حيث أفاد 40% من الأشخاص بين 16 و24 عامًا بأنهم يرغبون في مغادرة أمريكا، مقارنة بـ 14% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 عامًا أو أكثر.

و بعد إعلان فوز ترامب، ارتفعت عمليات البحث على الإنترنت بشأن الانتقال إلى كندا بنسبة 2400%، كما زادت الاستفسارات حول الانتقال إلى المملكة المتحدة بنسبة 900%. وشملت الوجهات المفضلة الأخرى اليابان.

تقول شركة “هنلي أند بارتنرز” للاستشارات العالمية إنه كان هناك زيادة هائلة بنسبة 504% في الاستفسارات من الأمريكيين الراغبين في الهجرة إلى الخارج.

رغم الرغبة في مغادرة البلاد، يواجه الأمريكيون تحديات كبيرة في الانتقال إلى دول أخرى، حيث تفرض معظم الدول متطلبات صارمة، مثل الحصول على وظيفة أو استثمار مبلغ مالي كبير.

ومع ذلك، يعتبر الانتقال إلى المكسيك أسهل نسبيًا، حيث يمكن للأمريكيين العيش هناك لمدة 180 يومًا بدون تأشيرة، وقد شهدت المكسيك زيادة كبيرة في عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات إقامة.

0171a5dc f44e 463d bedc 2424ef121180 Detafour

لكن على الرغم من أن العديد من الأمريكيين يفكرون في الهجرة، يظل الأمر غير سهل من الناحية القانونية والمالية. فإذا لم يتنازل المواطن الأمريكي عن جنسيته، فإنه سيظل ملزمًا بتقديم إقرارات ضريبية في الولايات المتحدة.

بالنسبة للأثرياء، هناك العديد من الخيارات للحصول على إقامة أو حتى جنسية في دول مثل أستراليا ونيوزيلندا، من خلال استثمار مبالغ مالية كبيرة. وأكدت الشركات الاستشارية أنها شهدت زيادة كبيرة في الطلب على جوازات السفر الثانية والإقامات طويلة الأجل.

مع اقتراب بداية فترة رئاسة ترامب، بدأ العديد من الأثرياء في اتخاذ خطوات فعالة للانتقال إلى الخارج، مشيرين إلى أن الاضطرابات السياسية والاجتماعية تدفعهم للبحث عن فرص جديدة في دول أخرى.

لتلبية رغبات الأمريكيين الراغبين في مغادرة البلاد، قدمت بعض المدن مثل “أولولاي” في إيطاليا منازل بأسعار منخفضة للأمريكيين، في محاولة لزيادة عدد سكانها الذين انخفضوا بشكل كبير.

كما طرحت شركة “فيلا في ريزيدانسز” الأمريكية برنامجًا مدته أربع سنوات لنقل الركاب حول العالم على متن سفينة، وذلك لتجنب فترة رئاسة ترامب.

تتزايد رغبة الأمريكيين في مغادرة البلاد بعد فوز ترامب، حيث تبرز تحديات اقتصادية واجتماعية تدفعهم للتفكير في خيارات الهجرة. ومع تزايد الاهتمام بهذه الخيارات، سيتوقف مصير هذه الخطط على قرارات الرئيس المنتخب ومدى تأثير سياساته على المستقبل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى