يسعى موقع التواصل “ريديت” للطرح العام الأولي في السوق الأمريكي، في أول إدراج لشركة تواصل اجتماعي في الولايات المتحدة منذ سنوات.
ويتذكر مستثمرو سوق الأسهم دور المنصة في جنون أسهم الميم قبل نحو ثلاث سنوات والذي تسبب في تقلبات حادة وجدل عميق في وول ستريت.
طلب الطرح العام
– تقدمت شركة “ريديت Reddit” بطلب للجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية لطرح أسهمها للاكتتاب العام في وول ستريت.
– “ريديت” هي منصة للتواصل الاجتماعي تعرض محتوى يتم إنشاؤه من قبل المستخدمين، حيث يتم مناقشة العديد من الموضوعات في نظام يشبه المنتديات.
– تعتزم الشركة طرح ثلاث فئات من أسهمها، الأول من الفئة “إيه” والذي يمتلك صوتاً واحداً لكل سهم، والثاني من الفئة “بي” والذي يحمل 10 أصوات لكل سهم، والثالث من الفئة “سي” والذي لا يمتلك أي حقوق تصويتية.
– لم توضح “ريديت” عدد الأسهم التي سيتم عرضها للاكتتاب، أو النطاق السعري لبيع الأسهم في الطرح العام، وسط توقعات بإدراج السهم في بورصة نيويورك بحلول مارس المقبل.
– أشارت تقارير إلى أن “ريديت” تستهدف تقييماً لا يقل عن 5 مليارات دولار، ما يعتبر نحو نصف التقييم خلال جولة تمويلية في عام 2021.
– من شأن الطرح العام الأولي لـ”ريديت” أن يكون الأول بين شركات التواصل الاجتماعي منذ إدراج “بنترست” في عام 2019.
– تعتبر “ريديت” أخر شركة للتواصل الاجتماعي قد تنضم إلى وول ستريت، بعد إدراج “فيسبوك” في عام 2012، و”تويتر” في 2013، و”سناب” في 2017.
– لكن السنوات الماضية شهدت تغيرات في صناعة التواصل الاجتماعي، حيث تواجه المنصات اتهامات تشمل المعلومات الخاطئة وخطاب الكراهية.
– غيرت بعض شركات التواصل الاجتماعي اتجاهها مؤخرًا، حيث أعادت “فيسبوك” تسمية علامتها التجارية بـ”ميتا”، بينما اشترى “إيلون ماسك” شركة “تويتر”، ليحولها إلى كيان خاص يحمل اسم “إكس”.
– كانت “ريديت” قد تقدمت بطلب سري للجنة البورصات الأمريكية لطرح أسهمها للاكتتاب العام في ديسمبر 2021، لكنها فضلت إرجاء الأمر لحين تحسن وضع السوق.
– يشهد سوق الطروحات العامة الأولية في الولايات المتحدة حالة من الهدوء الملحوظ، حيث تم طرح 108 شركة للاكتتاب العام في عام 2023، ما يعتبر نحو ربع العدد الذي شهده عام 2021، بحسب بيانات “رينسانس كابيتال”.
تخصيص غير معتاد
– قالت “ريديت” إن المشاركين في الموقع من غير العاملين لديها يمكنهم المشاركة في الطرح العام الأولي.
– ذكرت الشركة أنها ستحتفظ بجزء من أسهمها في الاكتتاب العام الأولي لنحو 75 ألف من مستخدميها الأكثر إنتاجًا، في حال كانوا يرغبون في شرائها.
– تعتبر هذه الخطوة غير معتادة في الطروحات العامة الأولية، حيث أن الشركات عادة ما تعرض معظم أسهمها على المؤسسات الاستثمارية خلال الاكتتاب.
– قال “ستيف هوفمان” الرئيس التنفيذي لـ”ريديت” إن الشركة تريد أن ينعكس الشعور بالملكية على مستخدميها، وهو ما أصبح ممكناً من خلال الطرح العام الأولي.
– لكن “ريديت” حذرت من أن المشاركة الملحوظة لمستخدميها الأفراد في الطرح الأولي قد تتسبب في تقلبات لسعر السهم.
الوضع المالي
– كشفت “ريديت” عن تسجيل إيرادات بنحو 804 ملايين دولار في العام الماضي، بزيادة 21% عن عام 2022.
– خسرت الشركة 90 مليون دولار في عام 2023، مقابل خسارة 158 مليون دولار في العام السابق له.
– لكن في الربع الأخير من العام الماضي، سجلت “ريديت” صافي ربح بقيمة 18.5 مليون دولار، بإيرادات بلغت 249.8 مليون دولار.
– يبلغ عدد مستخدمي “ريديت” نحو 73 مليون مستخدم نشط يومياً و267 مليون مستخدم نشط بشكل أسبوعي، مع أكثر من 100 ألف مجتمع نشط.
– جمعت الشركة تمويلات تتجاوز مليار دولار على مر السنوات الأخيرة، ما يشمل 250 و410 ملايين دولار في جولتين تمويليتين في عام 2021.
– يشمل المساهمين الرئيسين في “ريديت” كل من “أدفانس ماجزين ببليشر” بنحو 30% و”تينسنت كلاود يورب” بحوالي 11%، و”في واي كابيتال” بنحو 5.1%، بالإضافة إلى “سام ألتمان” الذي كان عضوًا في مجلس إدارة “ريديت” سابقاً ويشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه إي” بحصة 8.7%.
– بلغ عدد موظفي “ريديت” نحو 2013 موظف بنهاية ديسمبر الماضي، مقابل 1942 موظف في عام 2022.
دورها في طفرة الميم
– كانت منصة “ريديت” في قلب طفرة أسهم الميم في عام 2021، حينما ساهمت صفحة “وول ستريت بيتس” الفرعية في تنظيم صغار المستثمرين لحملة دفعت أسهم شركة “جيم ستوب” لألعاب الفيديو إلى مستويات قياسية.
– اتفق مستخدمو الصفحة البالغ عددهم آنذاك نحو مليوني عضو على التدافع لشراء أسهم “جيم ستوب”، في خطوة تستهدف تحدي صناديق التحوط التي تمتلك مراكز للبيع على المكشوف في الشركة، بهدف إجبارها على تغطية مراكزها.
– نجحت خطة المستثمرين الأفراد، ليرتفع سهم “جيم ستوب” في يناير 2021 من 5 دولارات للسهم إلى أكثر من 300 دولارًا، قبل أن يفقد معظم مكاسبه لاحقًا.
– تسببت القفزة الحادة لأسهم “جيم ستوب” في طفرة للعديد من أسهم الشركات الصغيرة فيما أطلق عليه “طفرة الميم”، وهو ما أثار حالة من الجدل الواسع في وول ستريت.
– تدخل أعضاء “وول ستريت بيتس” وغيرها من المجموعات عبر الإنترنت لرفع أسعار أسهم شركات أخرى مثل “إيه إم سي” المالكة لدور العرض و”بلاك بيري” وغيرها.
التأسيس والبداية
– تأسس موقع التواصل الاجتماعي في عام 2005 في غرف نوم الطلاب في جامعة فيرجينيا على يد كل من “ستيف هوفمان” و”ألكسيس أوهانيان”.
– في 2006، باع “هوفمان” و”أوهانيان” موقع “ريديت” لشركة الإعلام “كوندي ناست”، لكنهما استمرار في قيادة الشركة لمدة ثلاث سنوات، قبل أن يغادرا منصبهما في 2009، لكن الأول عاد إلى منصب الرئيس التنفيذي في 2015.
– بدأ الموقع كوجهة للمستخدمين المجهولين لمناقشة أي شيء، بداية من البرامج التلفزيونية وحتى الأمور اليومية والسلع الاستهلاكية، حيث يركز الموقع على المنتديات التي يديرها متطوعون بشكل ذاتي بناءً على قواعدهم الخاصة.
– يمكن للمستخدمين إنشاء مجموعات فرعية، بالإضافة إلى نشر المحتوى والروابط والصور والأسئلة والتعليقات والأجوبة.
– في البداية، تجنب الموقع تقديم إعلانات كمصدر للإيرادات، حيث اكتفى بالتركيز على الموارد من أمور مثل نظام التجارة الإلكترونية الذي أنشاه المستخدمون، والجوائز التي يمكن للمستخدمين شراؤها لبعضهم البعض.
– لكن لاحقاً، تبنت “ريديت” الإعلانات كمصدر للدخل، بناءً على المنتديات الفرعية والموضوعات التي تناقشها.
– قامت الشركة أيضًا بتدشين شركة ناشئة لترخيص البيانات استنادًا على مجموعة هائلة من بيانات المحادثات، والتي أصبحت مهمة شكل خاص وسط طفرة الذكاء الاصطناعي.
– أعلنت “ريديت” في الأسبوع الماضي صفقة ترخيص مع “جوجل” تسمح للأخيرة باستخدام بيانات موقع التواصل الاجتماعي لتدريب وبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
– تتوقع “ريديت” أن تجني إيرادات تصل إلى 203 ملايين دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة من عقود تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام بياناتها.
– تحل منصة “ريديت” في المرتبة السادسة عشر في قائمة المواقع الأكثر تصفحاً حول العالم بحسب بيانات “سيم ويب”.
مخاطر محتملة
– فيما يتعلق بالآفاق المستقبلية، قالت الشركة إنها تسعى إلى تنمية أعمالها من خلال الإعلانات والمزيد من عروض التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى ترخيص بياناتها لشركات أخرى لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
– لكن “ريديت” حذرت المستثمرين المحتملين من أنها قد تواجه تحديات ومخاطر محتملة بعد تحولها إلى شركة عامة.
– تشمل المخاطر المحتملة ظهور نماذج للذكاء الاصطناعي تقوم بتجميع محتوى الموقع، ما يسمح للمستخدمين بمشاهدة “ريديت” بدون زيارة الموقع أو رؤية الإعلانات.
– كما تتضمن التحديات المحتملة صعوبة جذب العلامات التجارية، في سوق الإعلانات الرقمية التي يهمين عليه شركتا “ميتا” و”جوجل”.
– قال “إريك سيفيرت” المحلل المتخصص في شركات التواصل الاجتماعي إن “ريديت” تواجه تحدياً كبيراً فيما يتعلق بتنمية أعمالها الإعلانية، نظرًا للفجوة بين قدرات المنصة والمنافسين الأفضل في نفس الفئة.
– كما حذرت “ريديت” من أنها تعتمد بشكل كبير على مستخدميها لإدارة المنصة، ما يجعل أي مغادرة مستقبلية لهؤلاء المستخدمين تؤثر سلبًا على عمل الموقع.
