الاقتصادية

روبيني: عودة ترامب للبيت الأبيض قد تحمل تحديات اقتصادية غير محسومة

يرى الخبير الاقتصادي “نوريل روبيني”، المعروف بتوجهاته التشاؤمية، أن التأثير المحتمل لعودة “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض لا يزال غامضًا.

ففي حين أن بعض السياسات التي اقترحها ترامب قد تعزز النمو وتساهم في الحد من التضخم على المدى الطويل، هناك سياسات أخرى قد يكون لها تأثير معاكس.

روبيني، الذي يعرف بلقب “دكتور دوم”، أكد في مقال نشرته “بروجكت سينديكيت” أن البنك المركزي الأمريكي سيظل مستقلًا في اتخاذ قراراته.

وأضاف أنه من المرجح أن يتوقف أو يحد من أي تخفيضات في أسعار الفائدة في حال بدأ التضخم في الارتفاع مجددًا، مما يعني وجود قيد إضافي على السياسات التي قد يكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد.

وعلى صعيد آخر، أشار روبيني إلى أن ترامب قد يسعى لتقليص المخاطر الجيوسياسية التي تهدد الاقتصاد العالمي، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، حذر من أن ترامب قد يفتح جبهة حرب اقتصادية واسعة مع الصين، من خلال فرض رسوم جمركية، وهو ما قد يؤدي إلى تفتيت الاقتصاد العالمي بشكل أكبر.

وأنه طالما تم احتواء تأثير سياسات “ترامب” الأكثر تطرفًا -باستثناء التطورات غير المتوقعة مثل صدمة جيوسياسية- فإن العام الحالي قد يكون حميدًا نسبيًا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي.

ما التأثير المحتمل لعودة”ترامب” للبيت الأبيض؟

النقطة

التوضيح

تعزيز النمو

على الجانب الإيجابي، سيكون “ترامب” مؤيدًا للأعمال التجارية بشكل عام، وهذه الحقيقة فقط من شأنها تحفيز النشاط الاقتصادي، كما أن الحد من البيروقراطية وتخفيف القيود التنظيمية قد يعزز النمو ويشعل المنافسة، ما يؤدي لخفض الأسعار على المدى البعيد.

كما سيتلقى النمو في الولايات المتحدة دعمًا في حال نجح “ترامب” والجمهوريون في الكونجرس في تمديد التخفيضات الضريبية على الشركات والدخل الشخصي -الذي ستنتهي هذا العام- بصورة مستمرة.

إنتاج الطاقة

أشار المدير التنفيذي لشركة “روبيني ماكرو أسوشياتس” إلى أن “ترامب” يرغب في زيادة إنتاج النفط والغاز في أمريكا بما يعادل 3 ملايين برميل يوميًا، ما قد يقلل من أسعار الطاقة ويجعل القطاعات المحلية كثيفة استهلاك الطاقة أكثر قدرة على المنافسة.

لكن يأمل “روبيني” أن يتم ذلك دون التخلص التدريجي من معظم إعانات الإدارة السابقة لمجال الطاقة الخضراء.

إدارة كفاءة الحكومة

يرى أنه إذا تمكنت إدارة كفاءة الحكومة التي سيديرها “إيلون ماسك” و”فيفك راماسوامي” من تحديد تخفيضات في الميزانية الفيدرالية بقيمة 200 مليار دولار، فإن ذلك سيخفض عدم الكفاءة في القطاع العام.

التطور التقني

أوضح “روبيني” أن الدعم المتزايد الذي يحصل عليه “ترامب” من قادة قطاع التكنولوجيا يشير إلى احتمالية زيادة الميزة النسبية لأمريكا في العديد من الصناعات في المستقبل بداية بالذكاء الاصطناعي والروبوتات والأتمتة والبحوث الطبية الحيوية.

ومن المحتمل أن تبذل الإدارة الجديدة قصارى جهدها للتخلص من أي مقاومة تواجهها من قبل تلك الصناعات من قبل الهيئات التنظيمية أو المجتمع المدني.

الجانب السلبي

لكن العديد من السياسات التي وعد بها “ترامب” قد تؤدي لارتفاع التضخم إما من خلال صدمات العرض السلبية أو عن طريق تأجيج الطلب المفرط.

ولا شك أن الرسوم الجمركية المرتفعة والحروب التجارية والانفصال عن الصين سوف تكون سياسات تضخمية وضارة بالنمو في البلاد.

لكن مدى الضرر سيعتمد على حجم ونطاق الرسوم الجمركية وغيرها من السياسات الحمائية.

الترحيل الجماعي

كذلك فإن القيود الصارمة التي يعتزم فرضها على الهجرة والترحيل الجماعي، ستعمل على خفض النمو ورفع التضخم من خلال زيادة تكاليف العمالة وخطر نقص العمالة بالقطاعات الرئيسية.

زيادة الدين

كما أشار “روبيني” إلى أنه إذا تم جعل التخفيضات الضريبية دائمة ونفذ “ترامب” وعودًا مالية أخرى دون وجود سبل لتغطيتها، فإن ذلك قد يزيد الدين العام الأمريكي بحوالي 8 تريليونات دولار على مدى العقد المقبل.

وهو ما من شأنه أن يغذي التضخم، وبالتالي زيادة الفائدة طويلة الأجل ويقوض النمو.

إضعاف الدولار

أما عن محاولة تعزيز القدرة التنافسية المحلية من خلال إضعاف الدولار، فقد تؤدي أيضًا إلى ارتفاع التضخم و تؤثر على الأسواق المالية.

كما أن أي جهد حقيقي أو مهدد لاستقلالية الاحتياطي الفيدرالي فمن شأنه زيادة التضخم المتوقع والفعلي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى