رهان آبل على الذكاء الاصطناعي يضر بملايين من مستخدمي آيفون
مع إطلاق تقنيات الذكاء الاصطناعي من شركة أبل في مؤتمرها للمطورين أصبح الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك وفريقه على استعداد لمواجهة مستقبل الهواتف الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ومع ذلك لا تزال هواتف آيفون غير مجهزة بشكل كافٍ لتقديم ما يسمى أبل إنتليجنس للمستخدمين واللوم يقع على أبل.
أبل إنتليجنس جزء من نظام التشغيل الجديد الذي كشفت عنه أبل آي أو إس 18، وسيدعم نظام التشغيل أجهزة آيفون من السنوات الست الماضية، بدءاً من آيفون إكس أر وآيفون إكس إس اللذين تم إطلاقهما في أكتوبر تشرين الأول من عام 2018.
ومع ذلك لن يتوفر أبل إنتليجنس إلا لجهازي آيفون 15 برو وآيفون 15 برو ماكس اللذين أُطلقا العام الماضي، وهما الجهازان اللذان يعملان بمعالج أبل سيليكون إيه 17 برو.
وهذا يحرم مئات الملايين من أجهزة آيفون من أحدث التقنيات، كما يتناقض بشكل سيئ مع ما تشهده أجهزة ماك، إذ سيدعم كل جهاز ماك مزود بشريحة أبل سيليكون إم إكس إكس تقنيات الذكاء الاصطناعي من أبل.
يحتاج عالم الذكاء الاصطناعي الجديد الشجاع إلى معالج قوي وهو أمر موجود في هواتف آيفون، لكن ما ينقص هذه الهواتف هو حجم ذاكرة المعالج، فبدون ذاكرة كافية من المستحيل تشغيل الذكاء الاصطناعي على جهاز محمول بمستوى مقبول من الأداء.
لطالما أبقت أبل بعض مواصفات آيفون غامضة لكن من المعروف عالمياً تقريباً أنها كانت دائماً مقتصدة وكثيراً ما استشهد باحتياج نظام آي أو إس إلى ذاكرة أقل مقارنة بنظام أندرويد، وأسهمت فاتورة المواد المنخفضة في النجاح المالي لشركة أبل.
والآن تلعب أبل على الخوف من تفويت الفرص مع مجتمعها المخلص، فإذا أراد مستخدمو هواتف آيفون المخلصين استخدام أبل إنتيليجينس فسيتعين عليهم شراء هاتف جديد ما قد يحقق مكاسب ضخمة لعملاق عالم التكنولوجيا.
لكن كأس أبل ليس ممتلئاً بالكامل فهناك وجه آخر لهذا الرهان، إذ بدأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقارنات بين أبل ومنافستها سامسونغ التي أعلنت هي الأخرى مؤخراً عن نسختها من الذكاء الاصطناعي (غلاكسي إيه آي) التي ظهرت لأول مرة مع عائلة غلاكسي إس 24، لكن تقنيات الذكاء الاصطناعي من سامسونغ ستتوفر أيضاً لهواتف غلاكسي إس 23 وزد فولد 5 وزد فليب 5 والجهاز اللوحي تاب 9.
تقديم سامسونغ تقنيات الذكاء الاصطناعي للعديد من أجهزتها القديمة مقابل تقديم أبل التقنيات نفسها لهاتفين فقط، أثار غضب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يعاقب مجتمع أبل المخلص الشركة على هذا الأمر أم ينجح رهان أبل على الخوف من تفويت الفرص.