رهانات صناديق التحوط تتحول نحو الوقود الأحفوري بعيداً عن الطاقة النظيفة
في الأسبوع الماضي، كشفت تقارير أن التوقعات السلبية تجاه أسواق النفط وصلت إلى مستويات لم نشهدها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وأشار محللو السلع في “ستاندرد تشارترد” إلى أن المحاور الرئيسية التي تؤثر حاليًا على أسواق النفط هي التوقعات الاقتصادية الكلية الضعيفة، الطلب المتراجع على النفط، والمخاوف من فائض العرض المتوقع في عام 2025.
لكن تحليل حديث من بلومبرج كشف عن نتيجة غير متوقعة، حيث يراهن كبار المستثمرين وصناديق التحوط بقوة على الوقود الأحفوري بينما يقللون من استثماراتهم في الطاقة النظيفة.
ويبدو أن صناديق التحوط، التي تُقدر قيمتها بحوالي 5 تريليون دولار، تستثمر في النفط والغاز والفحم، بينما تبتعد عن البطاريات، الطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية.
وفقًا لبلومبرج، خلص مديرو الأموال إلى أن الاستثمارات في الطاقة النظيفة لن تحقق العوائد السريعة التي كانوا يأملون فيها.
شهد مؤشر “S&P Global Clean Energy” تراجعًا بنسبة 60% منذ ذروته في عام 2021، بينما سجل مؤشر “S&P Global Oil” بالإضافة إلى مؤشر “S&P 500” نموًا بأكثر من 50%.
وفي قطاع الطاقة الشمسية، تجاوزت صافي المبيعات القصيرة مثيلاتها الطويلة بنسبة 77% في الربع الثالث من عام 2024، مما يُظهر ارتفاعًا كبيرًا عن 33% في الربع الأول من 2021.
تُعزى هذه المشاعر السلبية تجاه الطاقة الشمسية بشكل كبير إلى الهيمنة الصينية على السوق، حيث تسيطر شركات مثل Tongwei وGCL Technology وLongi Green Energy على إنتاج الألواح الشمسية، مما يجعل المنافسة الغربية صعبة.
و على الرغم من ذلك، تُظهر بعض الشركات مثل First Solar Inc. الأمريكية أداءً قويًا، حيث ارتفعت أسهمها بنسبة 17.2% منذ بداية العام، نظرًا لاعتمادها على سلسلة توريد محلية بعيدة عن التقنية الصينية.
هذه الأوضاع دفعت شركات الطاقة الشمسية إلى اللجوء إلى الديون لتمويل نموها، حيث جمعت 12.2 مليار دولار في النصف الأول من 2024، بزيادة 53% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
لكن هذا التمويل يأتي وسط تحديات مثل ارتفاع أسعار الفائدة، وتجديد الدعوات لفرض تعريفات جمركية على الواردات الصينية، إلى جانب عدم اليقين المحيط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
في المقابل، شهد قطاع المركبات الكهربائية تباطؤًا في النمو، حيث ارتفعت المبيعات القصيرة ضد منتجي البطاريات والموردين المرتبطين بها إلى 57% في عام 2024، مقارنة بـ 29% في أوائل 2021.
وأفاد “بير ليكاندر”، مؤسس صندوق تحوط بقيمة 2.7 مليار دولار، أن “النمو في المركبات الكهربائية أقل من المتوقع، والصناعة استثمرت بشكل زائد”.
وفي قطاع الهيدروجين، يواجه صعوبة في الانطلاق، حيث تفتقر محطات الهيدروجين للعملاء المتعاقدين بشكل فعلي، مما يعوق تطور هذا القطاع.