رغم الإحباطات.. المغرب يواصل جذب عمالقة التنقيب عن النفط والغاز
أوضح تقرير لصحيفة “إل إيكونوميستا” الإسبانية أنه رغم التحديات والإحباطات التي واجهها المغرب في مجال التنقيب عن النفط، إلا أن المملكة تظل وجهة جذابة لشركات التنقيب العالمية.
ويرجع ذلك إلى بيئة ضريبية مشجعة والدعم المستمر الذي يقدمه المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن (ONHYM).
وأشار التقرير إلى أن المغرب يبذل جهودًا متواصلة لتسريع الأنشطة الاستكشافية في محاولة للعثور على النفط، وهو ما يهدف إلى تحفيز الاقتصاد المغربي.
حيث تركز الأنشطة الاستكشافية بشكل خاص على السواحل المغربية، في ظل التوقعات الكبيرة التي تطرحها العديد من الشركات حول الكميات المحتملة في بعض المناطق.
وفي هذا السياق، نقل التقرير عن “خورخي نافارو”، نائب رئيس جمعية الجيولوجيين والجيوفيزيائيين الإسبان للبترول (AGGEP)، قوله إن المغرب رغم سلسلة الإحباطات في مجال التنقيب عن النفط في السنوات الأخيرة، لا يزال يشهد اهتمامًا متزايدًا في الاستكشاف البحري.
ويعود ذلك إلى التوقعات غير المكتشفة والإمكانيات الكبيرة للإنتاج، إضافة إلى البيئة الضريبية التنافسية التي تساهم في جذب الشركات العالمية المتخصصة في مجال الطاقة.
كما ذكر التقرير الضجة الإعلامية التي أثارها ما اعتُبر “اكتشافًا كبيرًا” لحقل نفطي من طرف شركة بريطانية، والذي تبين لاحقًا أنه مجرد تقديرات استندت إلى بيانات سابقة. هذا ما أدى إلى سوء فهم واسع حول حقيقة الاكتشاف، مما رفع آمال العديد من المغاربة.
وأضاف “نافارو” أنه بالرغم من التحديات العديدة، التي غالبًا ما تكون نتيجة للتعقيدات الجيولوجية، إلا أن العديد من الشركات قد استأنفت نشاطاتها الاستكشافية في البحر قبالة السواحل المغربية، رغم أن النتائج السابقة كانت مخيبة للآمال.
ورغم هذه التحديات، استمر المغرب في جذب استثمارات في قطاع الطاقة. فقد وقعت شركة “إكسون موبيل” في يوليو الماضي عقود استكشاف في المناطق البحرية “أكادير-سيدي إفني” (109,246 كيلومترًا مربعًا) و”آسفي-الصويرة” (20,819 كيلومترًا مربعًا)، مما يعكس استمرار الاهتمام بالمغرب كوجهة للاستثمار في هذا المجال.
من ناحية أخرى، أعلنت شركة “إنرجيان” نيتها التخارج من حقل “أنشوا” البحري بالمغرب، بعد أن خالفت عمليات التنقيب عن الغاز النتائج المتوقعة.
وأوضحت أن الغاز الموجود في الحقل لا يتناسب مع قدرات الشركة، مما يدفعها إلى البحث عن شركة أصغر حجماً لتولي المشروع.
وكانت “إنرجيان” قد راهنت على حقل “أنشوا” لتحقيق إنتاج ضخم، حيث كان الرئيس التنفيذي لشركة “شاريوت” قد صرح سابقًا بأن هذا الحقل، الذي تملك “إنرجيان” 45% من رخصته، قادر على تلبية احتياجات المغرب السنوية من الغاز، والمقدرة بنحو مليار متر مكعب سنويًا، في غضون عدة سنوات.
رغم هذه التحديات، يظل المغرب سوقًا واعدًا للعديد من شركات التنقيب العالمية، التي تواصل السعي نحو استكشاف موارده النفطية والغازية في ظل بيئة داعمة وفرص كبيرة للنمو في هذا القطاع.