رغم استثماراته الناجحة في سوق الأسهم .. لماذا لم يصبح وارن بافت الأكثر ثراءً في العالم؟
يدير الملياردير “وارن بافت” المجموعة الاستثمارية الأمريكية الكبرى “بيركشاير هاثاواي” منذ سنوات، ويشتهر باستثماراته الناجحة في سوق الأسهم واختياراته الحكيمة – لذلك لقب بـ “حكيم أوماها” – لكنه رغم ذلك ليس الأكثر ثراءً على مستوى العالم.
إلى جانب أنه لا ينفق أمواله في شراء الأشياء الفارهة بل يشتهر بأسلوب حياته البسيط، إذ لا يزال يعيش في نفس المنزل الذي اشتراه منذ عام 1985 في أوماها، ويقود سيارة متواضعة، ومن هواياته لعب الجولف والعزف على القيثارة.
ولكن السبب الوحيد الذي حال بين رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ”بيركشاير” وذلك اللقب هو قرار اتخذه في عام 2006، عندما تعهد بالتبرع بأغلب ثروته تقريبًا للأعمال الخيرية.
وفي عام 2010، شارك في تأسيس مبادرة وعد العطاء مع “بيل جيتس” لتشجيع الأثرياء الآخرين على التبرع بنصف ثرواتهم على الأقل للأعمال الخيرية.
ماذا قدم للأعمال الخيرية؟
منذ البدء في التبرع، منح “بافت” أسهمًا في “بيركشاير” تزيد قيمتها على 55 مليار دولار للأعمال الخيرية، منها التبرع الأخير الذي أعلن في يونيو المنصرم بقيمة 5.3 مليار دولار.
ما تسبب في خفض ترتيبه في تقديرات “فوربس” للأثرياء من المركز الثامن إلى العاشر، وهو أدنى تقييم له في أكثر من عقدين، وأصبح صافي ثروته يقدر عند 128.9 مليار دولار.
وتتركز أغلب تبرعاته لمؤسسة “بيل وميلنيدا جيتس” و”سوزان طومسون بافيت” التي سميت على اسم زوجته الراحلة، ومؤسسات أبنائه الثلاثة: مؤسسة “شيروود” و”هوارد جي بافت” و”نوفو”.
ورغم عطائه الذي استمر على مدار عقدين تقريبًا، إلا أنه لا يزال يمتلك 207.963 ألف سهم من أسهم الفئة “إيه” بقيمة 128 مليار دولار تقريبًا اعتبارًا من الثامن من يوليو.
ماذا لو احتفظ بافت بكل تلك الأسهم؟
بدأ “بافت” -البالغ من العمر 93 عامًا- في تكوين ثروته من خلال الاستثمار في سوق الأوراق المالية في عمر 11 عامًا، وقدم أول إقرار ضريبي في عمر 13 عامًا، لكنه جمع الغالبية العظمى من ثروته بعد عيد ميلاده الخمسين.
امتلك “بافت” 474.998 ألف سهم من الفئة “إيه” كانت قيمتها حوالي 43 مليار دولار عندما تعهد بالتبرع في 2006، وفي حال احتفظ بها حتى الآن فإن حيازته من الأسهم كانت ستعادل 292 مليار دولار.
وفي حال إضافة مليار دولار إضافية من أسهم الفئة “بي” والاستثمارات الشخصية، فإن ثروة “بافت” كانت ستبلغ حوالي 293 مليار دولار، أي إنه كان بإمكانه أن يصبح الأكثر ثراءً في العالم بسهولة شديدة عند 293 مليار دولار، لأن ثروة “إيلون ماسك” صاحب المركز الأول حاليًا تعادل 252.4 مليار دولار.
لكنه تخلى عن ذلك ببساطة من خلال تبرعه السنوي للأعمال الخيرية، وكتب ذات مرة: أنا وعائلتي لن نتخلى عن أي شيء نحتاجه أو نريده من خلال الوفاء بهذا التعهد، سأستمر في العيش بطريقة تمنحني كل ما أريده في الحياة.
بل ويخطط لمواصلة التبرعات للمؤسسات الخيرية كل عام حتى رحليه، وعند وفاته سينتقل ما تبقى من ثروته بالكامل تقريبًا لصندوق خيري يشرف عليه أبناؤه.