رسوم انتقال نجوم كرة القدم: هل هي نتيجة صيغة رياضية أم تعتمد على عوامل متغيرة؟

أنفقت أندية كرة القدم أكثر من 10 مليارات يورو (ما يعادل حاليًا 11.1 مليار دولار) على رسوم الانتقالات للمرة الأولى على الإطلاق في عام 2019، ثم واصل هذا الرقم الارتفاع أضعافًا منذ ذلك الحين بالتزامن مع ارتفاع إيرادات الأندية.

وعادة ما يجادل من هم خارج عالم كرة القدم بأن مبالغ الانتقالات مبالغ فيها وغير منطقية، لكنها في الحقيقة تحدد من قبل الجهات الفاعلة في السوق على أساس معايير موضوعية.

وبشكل عام يمكن شراء أي لاعب بسعر أعلى أو أقل كثيرًا من قيمته السوقية اعتمادًا على عديد من العوامل المترابطة.

كيف تتحدد قيم اللاعبين؟

يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر في عملية تقدير الأندية (سواء التي سينتقل منها اللاعب أو التي سينتقل إليها) قيم انتقالات لاعبي كرة القدم المحترفين إلى 3 فئات، الأولى تتعلق بالأندية، والثانية باللاعبين، والأخرى تعتمد على الموسم الذي يتم الانتقال فيه مثل مستوى التضخم.

بالنسبة للأندية: فإن القيمة تتأثر بمستوى الفريق -الرياضي والمالي- الذي لعب معه اللاعب قبل انتقاله، والنتائج التي حققوها والدوري الذي ينتمي إليه الفريق والنتائج التي حققها النادي في المسابقات الدولية.

أما عن العوامل المتعلقة باللاعبين فتشمل الموهبة، ومدة العقد المتبقي للاعب مع النادي الحالي (لحساب تعويض الانتقال أو التعويض عن خرق العقد)، والعمر، وسجل الإصابات والخبرة الدولية والمكانة الدولية للَّاعب وأدائه في المسابقات المختلفة التي لعب بها سواء لناديه أو منتخب بلاده بما يشمل عدد الأهداف والتمريرات الحاسمة وغيرها.

كما تتأثر قيم انتقال اللاعبين أيضًا بمدى حاجة النادي للسيولة، وما إذا كان هناك خلاف بين المدرب أو زملاء الفريق، أو أن النادي ضم لاعبًا آخر منافسًا في نفس المركز، أو أي مشكلات أخرى.

ويمكن أن يمثل مقدار الاهتمام باللاعب عاملاً حاسمًا في تحديد رسوم الانتقال، مثلما حدث عند انتقال “واين روني” من “إيفرتون” إلى “مانشستر يونايتد”، مع اهتمام كل من “نيوكاسل” و”تشيلسي” باللاعب أيضًا.

شكوك

يرى البعض أنه باستطاعة أي شخص التوصل لخوارزمية تحدد بدقة تكلفة انتقال اللاعبين، ويمكن استخدامها بشكل عام بغض النظر عن النادي أو الفريق.

وبالنظر إلى “ترانسفير ماركت” وهو الموقع الإلكتروني الذي يلجأ إليه الكثيرون لمعرفة القيمة السوقية للاعبي كرة القدم، فيقوم موظفوه بتقييم كل المعلومات العامة المتوفرة إلى جانب الاعتماد على أبحاثهم ومعرفتهم للوصول لتقييم محدد.

ورغم أنه يتم الرجوع للموقع من حول العالم حتى من قبل الأندية وبعضها يستشهد ببيانات “ترانسفر ماركت” في تقاريرها المالية السنوية، إلا أنه في بعض الأحيان تدفع بعض الأندية وخاصة من الدوري الإنجليزي مبالغ أعلى بكثير من القيمة السوقية للاعب من أجل الانتقال إليها.

وفي الغالب تكون التقييمات في البداية متباعدة، على الرغم من أن المشتري عادة ما يحاول دفع سعر أقل، أو أن البائع عادة ما يضع تقديرًا غير منطقي.

وصرح “فرانك أرنيسن” المدير الرياضي السابق لكل من “تشيلسي” و”توتنهام هوتسبير” في وقت سابق قائلاً: إذا كنت تعتقد أن قيمة هذا للاعب دعنا نقول 1.5 مليون إسترليني، والمطلوب 30 مليونا هنا أقول: حسنًا حظًا سعيدًا، سنبحث عن لاعب آخر.

وأضاف “أرنيسن”: لقد تعلمت دائمًا شيئًا واحدًا في كرة القدم وهو: تريد هذا اللاعب، ولكن غدًا سيأتي لاعب آخر جديد.

وبالطبع لا يمكن إغفال دور الوسطاء في تحديد قيم اللاعبين، مع الأخذ في الاعتبار أنهم يبذلون قصارى جهودهم لإتمام الصفقات.

لكن بشكل عام الأمر ليس سهلاً ولا توجد صيغة سحرية لحساب قيمة انتقال اللاعبين من أندية لأخرى، كما أن  لكل صفقة مجموعة فريدة من الظروف التي تؤثر على تحديد قيمة انتقال اللاعب.

أحدث صفقات الانتقالات

في أغسطس 2024، بدأ موسم آخر من العمل المتواصل من أندية كرة القدم حول العالم لتجديد فرقها لتلبية أولوياتها  والاستعداد لموسم جديد.

كان الانتقال الأبرز والأكثر توقعًا منذ العام الماضي هو انتقال المهاجم الفرنسي “كيليان مبابي” إلى بطل إسبانيا “ريال مدريد” في صفقة انتقال مجانية مع انتهاء عقده مع “باريس سان جيرمان” نهاية الشهر الجاري، لكنه يحصل على مكافأة توقيع على مدار مدة عقده البالغة 5 سنوات.

كما انتقل اللاعب الفرنسي “موسى ديابي” -البالغ من العمر 25 عامًا- من نادي “أستون فيلا” إلى الدوري السعودي ونادي “الاتحاد”.