رحلة نجاح “توبي لوتكي” مع “شوبيفاي”..من الفكرة إلى العملاق

تأسيس عمل مستقل قد يستغرق سنوات عدة، حيث يتطلب وقتًا لإطلاق منتجات وخدمات تتناسب مع السوق ومن ثم تحقيق السيطرة والنمو.
هذه التجربة تعكس ما مر به “توبي لوتكي”، مؤسس شركة “شوبيفاي” للتجارة الإلكترونية، الذي صرح في مقابلة مع “فوربس” عام 2018 بأن نمو شركته كان بطيئًا في السنوات الست الأولى.
استغل “توبي” انهيار بعض شركات التكنولوجيا الكبرى في كندا، مثل “بلاك بيري”، للبحث عن موظفين، واليوم أصبحت “شوبيفاي” واحدة من أكبر الشركات في كندا، حيث تقترب قيمتها السوقية من عمالقة وول ستريت.
وُلد “توبي” في ألمانيا في أوائل الثمانينيات، وبدأ رحلته في عالم التكنولوجيا عندما جلب له والده حاسوبًا خاصًا في سن السادسة، مما أثار شغفه بالألعاب الإلكترونية والبرمجة.
وفي سن السادسة عشرة، ترك المدرسة الثانوية للانضمام كمتدرب في شركة “سيمنز” الألمانية، مما مهد له الطريق لتطوير مهاراته التقنية.
انتقل “توبي” إلى أوتاوا في كندا عام 2002، حيث واجه صعوبة في العثور على أدوات عالية الجودة للتزلج على الجليد، مما دفعه لإنشاء متجره الإلكتروني الخاص، الذي أطلق عليه اسم “سناوديفل” عندما كان في الرابعة والعشرين من عمره.
بعد ذلك، بدأ العمل على مشروع ويب مفتوح المصدر يسمى “روبي أون ريلز”، وتعاون مع فريقه لإطلاق برنامج جديد يُدعى “تايبو”، مما أكسبه شهرة بين مستخدمي المشروع.
جمع “توبي” جميع الأموال التي حصل عليها من بيع ألواح التزلج، بالإضافة إلى بعض الاستثمارات الصغيرة من أفراد عائلته، ليصل المجموع إلى 200 ألف دولار، وأطلق منصة “شوبيفاي” في عام 2006 بعد 18 شهرًا من التطوير.
ابتكر “توبي” نموذج عمل خاص بشركته، حيث كان يتقاضى نسبة 3% من إيرادات المتاجر بدلاً من الرسوم الثابتة التي كان يتبعها معظم المتاجر الإلكترونية.
بعد عام من الإطلاق، قرر تغيير نموذج العمل إلى سياسة تسعير ثابتة، مما سمح له بفرض رسوم على كل عملية تتم عبر المتجر.
في البداية، كان “توبي” يشغل منصب كبير مسؤولي التكنولوجيا بينما كان شريكه “سكوت ليك” الرئيس التنفيذي. وبعد الحصول على تمويل كبير في عام 2007، تولى “توبي” منصب الرئيس التنفيذي بعد مغادرة شريكه.
في السنة الأولى من إدارته، زاد عدد فريق العمل إلى 10 أشخاص وحقق إيرادات بلغت مليون دولار، بالإضافة إلى تحقيق تدفق نقدي إيجابي.
واستغل “توبي” تأثير مصممي الويب عبر تقديم حصة من الأرباح المستقبلية في حال استخدامهم “شوبيفاي” كمنصتهم المفضلة.
في عام 2010، حصلت “شوبيفاي” على تمويل بقيمة 7 ملايين دولار، وارتفع عدد موظفيها إلى حوالي 20 موظفًا، ثم تضاعفوا إلى 100 موظف بعد عام. في تلك الفترة، حققت الشركة إيرادات بلغت 750 مليون دولار من خلال 40 ألف متجر.
يعتقد “توبي” أن أهمية التجارة الإلكترونية ستزداد بشكل هائل في السنوات المقبلة. وبعد أن كان يدير منصته من مرآب سياراته، أصبح الآن يمتلك مبنى مكاتب حديثًا في شارع “إلجين” في أوتاوا، مع غالبية الطوابق في مبنى يقع في شارع “لوريير”.
تبلغ القيمة السوقية لشركة “شوبيفاي” حاليًا حوالي 105 مليارات دولار، مما يجعلها ثاني أكبر شركة في كندا بعد “رويال بنك أوف كندا”، بينما وصلت ثروة “توبي” – الذي يبلغ من العمر 44 عامًا – إلى 7.3 مليار دولار.