ترامب وهاريس: وعود طموحة بحاجة إلى تفاصيل لمواجهة تحديات الاقتصاد الأمريكي
قدّم كل من “دونالد ترامب” و”كامالا هاريس” مجموعة من الأفكار السياسية الطموحة، حيث اتفقا على عدة نقاط مشتركة تشمل خلق فرص عمل، السيطرة على التضخم، حماية الشركات المحلية، وتحسين القدرة على تحمل تكاليف الإسكان.
أعلن المرشح الجمهوري، ترامب، عن خطط لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات، وتقليص الإنفاق الفيدرالي، بالإضافة إلى تقديم تخفيضات ضريبية إضافية وتوسيع إنتاج الوقود الأحفوري مع الحد من المبادرات البيئية.
من جهتها، ركزت المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية، هاريس، على خفض تكلفة الرعاية الصحية وزيادة الوصول إليها، فضلاً عن توسيع نطاق الإعفاءات الضريبية.
ومع ذلك، يرى “محمد العريان” في مقال له نشر في صحيفة “فاينانشال تايمز” أن كلاً من “ترامب” و”هاريس” يفتقران إلى التفاصيل الضرورية لتحقيق وعودهما.
وأوضح أن الفائز في الانتخابات، مهما كان، لن يكون قادرًا على الوفاء بالتزاماته ما لم يتمكن من صياغة حلول واضحة لمعالجة خمسة تحديات رئيسية تؤثر على الاقتصاد الأمريكي، مما يهدد مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية استثنائية.
5 تحديات رئيسية سيواجهها الرئيس الأمريكي الجديد |
||
التحدي |
|
التوضيح |
الحفاظ على النمو مع إعادة توجيه الاقتصاد |
|
أولاً يتعين على الرئيس القادم أن يجد وسيلة للحفاظ على النمو مع إعادة توجيه الاقتصاد للاستفادة من محركات الرخاء في المستقبل. بما يشمل إزالة القيود الحالية على المحركات الاقتصادية مثل التصنيع والخدمات. وتعزيز مصادر النمو في المستقبل من خلال دعم الانتشار الذكي للابتكارات بمجال الذكاء الاصطناعي وعلوم الحياة والطاقة الخضراء والدفاع والرعاية الصحية والأمن الغذائي. كما أضاف رئيس كلية “كوينز” بجامعة “كامبريدج” أنه ينبغي تقييم كلٍ من قانون خفض التضخم وقانون الرقائق الإلكترونية لتصحيح المسار من أجل تحقيق أهداف إعادة الهيكلة. وهذا يجب أن يكون مصحوبًا بنهج تنظيمي أكثر ديناميكية لتعزيز الإبداع وفهم أفضل لمخاطر تحقيق التوازن بين فقدان الوظائف والآثار الإيجابية لتعزيز المهارات. |
مواجهة العجز المرتفع للموازنة والارتفاع السريع للديون |
|
يرى كبير المستشارين الاقتصاديين لدى “أليانز“ أن التحدي الثاني يتلخص في التعامل مع العجز المرتفع في الموازنة وارتفاع الديون سريعًا. لأنه كان من غير المتصور ذات يوم أن تشهد الولايات المتحدة ثلاث سنوات تقريبًا من معدلات البطالة التي تقترب من 4% أو أقل، ويتراوح عجز الموازنة بين 6% و8% من الناتج المحلي الإجمالي، والدين الحكومي عند 120% من الناتج وكلاهما يسير على مسار غير مستدام. وأشار الخبير الاقتصادي الشهير إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بحجم الاختلالات، بل إن الإدارة القادمة بحاجة إلى توفير قدر أكبر بكثير من المرونة التشغيلية للمالية العامة. وهذا يتطلب إصلاح النظام الضريبي وترشيد الإنفاق وتحرير المزيد من الموارد للاستثمار. |
مقاومة الإفراط في استخدام الأدوات الاقتصادية |
|
تحدث “العريان” عن ضرورة مقاومة الرئيس الأمريكي الجديد الإفراط في استخدام الأدوات الاقتصادية التي يفضلها. بالنسبة لـ “هاريس”، فعليها تجنب الإفراط في التنظيم والسياسة الصناعية الصريحة. أما عن “ترامب”، فعليه الحد من استخدام التعريفات الجمركية والتخفيضات الضريبية. |
استعادة الزعامة الأمريكية |
|
أما عن التحدي الرابع، فذكر “العريان” أن الإدارة الجديدة ستكون بحاجة لاستعادة الزعامة الأمريكية الموثوقة في تغيير النظام الاقتصادي والمالي العالمي. وأوضح أن الأمر لا يتعلق بأيدلوجية عالمية بل بمكافحة الانقسام والتفتت الذي يقوض النمو والأمن القومي. |
التواصل بشكل صحيح والإقرار بالمشكلات |
|
تعلمت إدارة “بايدن-هاريس” الحالية هذا الدرس ولكن بطريقة قاسية، عندما اتبعت خطى الفيدرالي عام 2021 عند وصف التضخم بشكل خاطئ بأنه أمر مؤقت فقط. لكن يرى “العريان” أن “ترامب” أدار الأمر بشكل أفضل في ولايته الأولى في أعقاب فوزه في انتخابات 2016 مباشرة، عندما تحدث بنبرة تصالحية بشأن الاقتصاد. |