دعم إسبانيا لتنمية المغرب يشهد قفزة كبيرة بعد اعترافها بمغربية الصحراء، بينما يتراجع دعمها للجزائر
اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء، ودعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل واقعي وجدي، لم يكن مجرد تحول تاريخي للعلاقات بين المملكة المغربية وجارتها الشمالية، بل شهد أيضًا تعاونًا متميزًا في مجال دعم التنمية.
فقد زادت مدريد مخصصاتها وبرامجها لدعم التنمية في المغرب من 25.5 مليون يورو إلى 51.5 مليون يورو في غضون السنتين الأخيرتين فقط، وهو تطور لافت مقارنة بالتراجع في الدعم المقدم للجزائر.
و تشير البيانات والمعطيات الحكومية الإسبانية إلى أن المغرب يعتبر من بين الدول الأفريقية التي تتلقى أكبر حصة من المساعدات التنموية الإسبانية، وخاصة في الفترة التي تلت اعتراف مدريد بمغربية الصحراء وتحسن العلاقات الثنائية.
في الوقت نفسه، شهدت المخصصات الموجهة للجزائر انخفاضًا بنسبة 14٪، مما يعكس توجهًا جديدًا في سياسة الدعم الإسباني.
يبدو أن هذا التحول مرتبط بالأحزاب التي تشكل الحكومة وإيديولوجياتها، حيث شهدت المساعدات للمغرب ارتفاعًا كبيرًا في عهد الحكومة الاشتراكية بقيادة بيدرو سانشيز. من جانبها، زادت المساعدات الموجهة إلى الجزائر في فترة حكم حزب الشعب بشكل كبير.
من بين البيانات المثيرة للاهتمام، زيادة المساعدات الموجهة للمناطق التي يحكمها حزب الشعب في إسبانيا، للجزائر بينما تنخفض تلك الموجهة للمغرب. يُظهر هذا التفاضل المعاملة التفضيلية التي تحظى بها الجزائر على حساب المغرب في بعض الأحيان.
وتعكس الأرقام التجارية الحديثة بين المغرب وإسبانيا نموًا مستمرًا في التبادل التجاري، مما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي هذا السياق، وقع البلدان اتفاقية لتعزيز المراكز التقنية الصناعية في المغرب، بهدف تحسين إنتاجية الشركات الصناعية وجودتها وابتكارها واندماجها في القطاعات المختلفة.
بشكل إجمالي، يعكس هذا التعاون المتزايد بين المغرب وإسبانيا إرادة البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية عبر مجموعة متنوعة من القطاعات، مما يعزز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين.