دروس من وارن بافيت: كيف تبدأ الاستثمار بأقل المبالغ وتحقق النجاح
يُعتبر وارن بافيت، المستثمر الملياردير الشهير، من أبرز الشخصيات التي يتخذها الكثيرون قدوة في مجال الاستثمار. يقدم بافيت العديد من النصائح القيمة التي تساعد الأفراد على اتخاذ خطوات صحيحة نحو الاستثمار الناجح، حتى لو بدأوا بمبالغ صغيرة.
و يرى بافيت أن مفتاح النجاح ليس في حجم رأس المال، بل في الاستراتيجية المدروسة التي يتبعها المستثمر.
1. ابدأ الاستثمار في أقرب وقت ممكن
يُشجّع وارن بافيت دائمًا على البدء في الاستثمار بأسرع وقت ممكن. ويُقارن هذا بالكرة الثلجية التي تبدأ صغيرة لكنها تكبر كلما تدحرجت على التل.
كلما بدأت مبكرًا، كلما زادت فرصك في الاستفادة من النمو المضاعف. ويقول بافيت: «الحيلة هي أن يكون لديك تلة طويلة للغاية، وهذا يعني إما أن تبدأ مبكرًا جدًا، أو أن تعيش طويلاً بما يكفي لتستفيد من هذا التراكم».
2. اختر الصفقات المناسبة بعناية
يُعتبر بافيت خبيرًا في العثور على الصفقات المناسبة، ويُوصي بالبحث عن الشركات التي يُمكن شراء أسهمها بسعر أقل من قيمتها الفعلية، بينما تتمتع بأسس قوية وإمكانات نمو كبيرة.
يُطلق على هذه الاستراتيجية اسم «استثمار القيمة»، وهي الطريقة التي ساعدت بافيت في بناء ثروته وثروة العديد من مستثمري شركة بيركشاير هاثاواي. يُحذّر بافيت من الانجراف وراء الأسعار المرتفعة ويشدد على أهمية شراء الشركات التي تُباع بأسعار منخفضة والاحتفاظ بها على المدى الطويل.
3. استثمر في الشركات الصغيرة ذات الإمكانات الكبيرة
في بداياته، كان بافيت يركز على الشركات الصغيرة التي كانت تقدم إمكانات نمو ضخمة، وهو ما جعله يحقق نجاحًا مبكرًا. ويشير إلى أنه في تلك الفترة، كان بمقدوره تحمل مخاطر أكبر مما يمكن تحمله عند التعامل مع أموال ضخمة.
«إذا كنت تستثمر بمبلغ صغير، سترى فرصًا مدهشة وعائدات قد تكون كبيرة مقارنة بما تحققه الأموال الكبيرة»، كما يقول بافيت.
4. لا تهتم بالتقلبات قصيرة الأجل
يُحذّر بافيت من الاهتمام بالتقلبات قصيرة الأجل في أسعار الأسهم أو تقلبات المؤشرات مثل S&P 500. يعتقد أن النجاح يكمن في النظر إلى الإمكانات طويلة الأجل، لذلك إذا اخترت شركة جيدة بأسعار معقولة، فلا داعي للقلق بشأن التغيرات المؤقتة في السوق. كما قال بافيت: «إذا كنت ستتصرف بشكل متهور بسبب هبوط الأسهم، فلا يجب عليك أن تمتلك الأسهم أصلاً».
5. الاستعداد للعمل الجاد
على الرغم من أن الاستثمار قد يبدو أمرًا بسيطًا، يؤكد بافيت أنه يتطلب جهدًا واستعدادًا للعمل الجاد. من الضروري البحث عن الفرص بعناية والاستعداد لتحليل الشركات من زوايا مختلفة. يرى بافيت أنه لا ينبغي للمرء أن يظن أن المال يمكن كسبه بسهولة من خلال الاستثمار، بل يجب أن يكون هناك جهد حقيقي لتحديد الفرص المناسبة.
6. التنويع الحكيم
بينما يعتبر التنويع أداة هامة لتقليل المخاطر، يؤمن بافيت بأنه يجب التركيز على الفرص التي يتم التعرف عليها جيدًا. ويُعلق بافيت على التنويع قائلاً: «التنويع هو حماية ضد الجهل، ولكنه ليس ضروريًا لمن يعرفون ما يفعلون».
وبالرغم من ذلك، فإنه يُشجّع على تنويع الاستثمارات بحذر وعدم توزيع الثروة بشكل عشوائي. كما يقول: «لا تضع كل بيضك في سلة واحدة، لكن أيضًا لا تفرّق ثروتك على عدد كبير جدًا من السلال».
و في النهاية، يُظهر وارن بافيت أن النجاح في عالم الاستثمار لا يتوقف على المبلغ الذي تبدأ به، بل على الطريقة التي تتبعها في اتخاذ القرارات الاستثمارية. من خلال البدء مبكرًا، البحث عن الفرص المناسبة، والاستثمار بحكمة، يمكن تحقيق النجاح مهما كان حجم رأس المال المتاح.