داو جونز على بُعد خطوة من 40 ألف نقطة…هل ستُحطم الأسهم الأمريكية أرقامًا قياسية جديدة؟

واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية تسجيل مستويات قياسية جديدة، بدعم توقعات خفض الفائدة ومكاسب أسهم التكنولوجيا.

ويثير الصعود التاريخي المستمر التساؤلات في أوساط المستثمرين حول مدى إمكانية استمرار هذه الارتفاعات خلال الفترة المقبلة.

مكاسب قياسية للسوق

– حقق مؤشر “إس آند بي 500” للأسهم الأمريكية في الأسبوع الماضي مستواه القياسي العشرين منذ بداية العام الجاري، كما سجل “ناسداك” رابع إغلاق قياسي في 2024، وشهد “داو جونز” إغلاقه القياسي السادس عشر في هذا العام.

– وصل مؤشر “داو جونز” الصناعي لمستوى غير مسبوق خلال الأسبوع الماضي مسجلاً نحو 39.900 ألف نقطة، لكنه قلص مكاسبه قليلاً عند 39.475 ألف نقطة بنهاية تداولات الأسبوع.

– كما قفز مؤشر “إس آند بي 500” لمستوى قياسي عند 5261 نقطة، وصعد “ناسداك” إلى 16.428 ألف نقطة، وهو مستوى غير مسبوق.

– شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية الثلاثة في الولايات المتحدة أكبر مكاسب أسبوعية منذ بداية عام 2024.

– ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنحو 2.3% خلال الأسبوع الماضي، كما زاد “داو جونز” بنسبة 2%، وارتفع “ناسداك” بحوالي 2.9%.

– يتجه سوق الأسهم الأمريكي لتحقيق مكاسب في مارس للشهر الخامس على التوالي.

– منذ بداية عام 2024، حقق مؤشر “إس آند بي 500” ارتفاعًا بنحو  9.7%، كما صعد مؤشرا “داو جونز” و”ناسداك” بحوالي 4.7% و9.4% على الترتيب.

صعود قياسي متزامن

– لم تقتصر المكاسب القياسية لمؤشرات الأسهم على السوق الأمريكي فحسب، لكنها امتدت إلى اليابان وأوروبا.

– صعد مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي لمستوى قياسي جديد عند 510 نقاط في الأسبوع الماضي.

– في اليابان، نجح مؤشر “نيكي 225” في الصعود أعلى 41 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه، لكنه أغلق دون هذا المستوى بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي مسجلًا إغلاقاً قياسياً عند 40.8 ألف نقطة.

– جاء صعود سوق الأسهم في اليابان رغم رفع البنك المركزي معدلات الفائدة للمرة الأولى في 17 عامًا، لتصل إلى نطاق 0.0% و0.1%.

الفيدرالي يدعم السوق الصاعد

– تلقى سوق الأسهم الأمريكي الدعم في الأسبوع الماضي من توقعات الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات رئيسه “جيروم باول”.

– ثبت الفيدرالي معدلات الفائدة دون تغيير عند أعلى مستوى في 22 عاماً عند نطاق 5.25% و5.5%، وذلك للاجتماع الخامس على التوالي.

– لكن الأسواق استفادت من تمسك البنك بتوقعات خفض معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام، وهي نفس توقعاته في ديسمبر.

– كانت الأسواق تخشى تقليص الفيدرالي لتوقعاته بشأن وتيرة خفض الفائدة هذا العام، بعد بيانات تشير إلى قوة الاقتصاد وتسارع التضخم بأكثر من المتوقع.

– قلصت الأسواق توقعاتها لوتيرة خفض الفائدة الأمريكية في العام الجاري، لتهبط التقديرات من 150 نقطة أساس في بداية العام إلى نحو 80 نقطة أساس فحسب حالياً، بحسب أداة “فيد واتش”.

– قال “جيسون دراهو” رئيس وحدة مخصات الأسهم في الأمريكتين لدى “يو بي إس” لإدارة الثروات إن الفيدرالي أكد رؤيته بشأن الاتجاه لخفض الفائدة بالتزامن مع استمرار تباطؤ التضخم.

– تسعر الأسواق حالياً بدء خفض معدلات الفائدة الأمريكية في اجتماع الثاني عشر من يونيو المقبل باحتمالية تقارب 74%.

– ذكر “ستيفن بليتز” كبير الاقتصاديين الأمريكيين في “تي إس لومبارد” أنه بالرغم من بيانات التضخم التي تجاوزت التوقعات خلال الشهرين الماضيين، فإن مسؤولي الفيدرالي لم يرغبوا في إثارة القلق في سوق الأسهم.

– يرى “بليتز” أن القاعدة الأولى للفيدرالي تتمثل في السعي لعدم التسبب في ركود اقتصادي، ما يتطلب تجنب دفع الأسهم إلى السوق الهابط.

طفرة الذكاء الاصطناعي

– جاء قرار الفيدرالي وتصريحات رئيسه لتدعم سوق الأسهم الأمريكي والذي كان يشهد بالفعل ارتفاعات قوية طوال الأشهر الماضية.

– بالإضافة إلى توقعات خفض الفائدة، استفادت الأسهم الأمريكية مؤخرًا من ارتفاع أرباح الشركات مع استمرار تباطؤ التضخم وقوة سوق العمل.

– ارتفع مؤشر”إس آند بي 500″ بنحو 27% منذ القاع المسجل في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي، بحسب بيانات “فاكتست”.

– قادت أسهم ما يُطلق عليه “العمالقة السبع” مكاسب “وول ستريت” في الأشهر الأخيرة، مع التفاؤل بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

– قال محللو “باركليز” إن شركات التكنولوجيا الكبرى شكلت 23% من أرباح شركات مؤشر “إس آند بي 500” في الربع الرابع من العام الماضي.

– ارتفع نصيب أسهم أكبر 6 شركات تكنولوجية من حيث القيمة السوقية في الأرباح بنحو 60% في الربع الرابع على أساس سنوي.

– أشار “فلوريان إيلبو” المحلل في “لومبارد أودييه” إلى أن احتمالية خفض تكاليف الاقتراض جعلت ارتفاع سوق الأسهم أكثر استدامة مما كان عليه في الأشهر الأخيرة، حينما ارتفعت الأسهم بدعم عدد قليل من أسهم التكنولوجيا الكبرى.

– ذكر “إيلبو” أن سوق الأسهم الأمريكي شهد توازنًا أفضل في الارتفاع، ما يعتبر تطورًا جيدًا للأسواق.

توقعات باستمرار الصعود

– فاجأ الصعود القوي والمتواصل للأسهم الأمريكية الكثير من محللي “وول ستريت”، ما أجبرهم على رفع توقعاتهم لأداء السوق.

– على مدى الشهرين الماضيين، رفعت خمسة بنوك على الأقل في “وول ستريت” مستهدفاتها لمؤشر”إس آند بي 500″.

– رفع بنك “سوستيه جنرال” توقعاته لمستهدف مؤشر الأسهم الأمريكية إلى 5500 نقطة بحلول نهاية عام 2024، ما يشير إلى صعود محتمل يقارب 5% مقارنة بإغلاق جلسة الخميس الماضي.

– في وقت سابق من شهر مارس، رفع محللو “بنك أوف أمريكا” و”باركليز” توقعاتهم لمؤشر “إس آند بي 500” إلى 5400 نقطة و5300 نقطة على التوالي بحلول نهاية عام 2024.

– يبرر المحللون رفع توقعاتهم لأداء الأسهم الأمريكية بالاقتصاد القوي وإيرادات الشركات المدعومة بالكيانات التكنولوجيا الكبرى.

– يبلغ متوسط مستهدف محللي “وول ستريت” لمؤشر “إس آند بي 500” بحلول نهاية العام الجاري نحو 5200 نقطة، ما يمثل هبوطاً يقل عن 0.1% عن إغلاق الأسبوع الماضي، لكنه يشكل زيادة مقارنة بالمتوسط في بداية العام الجاري عند 5000 نقطة.

– قال “كيث ليرنر” كبير مسؤولي الاستثمار في “ترويست   Truist” إن الاتجاه العام لسوق الأسهم الأمريكي لا يزال إيجابياً بشكل كبير، رغم جني الأرباح يوم الجمعة الماضي.

– أبدى “ليرنر” تفاؤله بشأن أداء الأسهم الأمريكية، خاصة مع اختراق المؤشرات الرئيسية لمستويات قياسية جديدة في الفترة الماضية.

مخاطر تهدد القفزة

– رغم حالة التفاؤل التي تحيط بسوق الأسهم الأمريكية، لا تزال هناك بعض الأصوات المتشائمة بشأن آفاق السوق في العام الجاري.

– يعد “مايكل ويلسون” المحلل في “مورجان ستانلي” من أبرز المتشائمين في وول ستريت بشأن السوق الأمريكي، متمسكًا بمستهدفه لمؤشر “إس آند بي 500” البالغ 4500 نقطة بحلول نهاية هذا العام، ما يمثل تراجعًا بحوال 14% عن المستويات الحالية.

– بينما يعد محللو “جيه بي مورجان” الأكثر تشاؤمًا بشأن السوق الأمريكي بين بنوك “وول ستريت”، حيث يتوقعون إنهاء المؤشر للعام الجاري عند 4200 نقطة.

– تظل بيانات التضخم المقبلة عاملاً مؤثرًا في أداء سوق الأسهم الأمريكي خلال الفترة المقبلة، مع تقييم الأسواق لتوقعات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي.

– توجد بعض الأصوات المتشككة في قيام الفيدرالي بخفض الفائدة 3 مرات في العام الجاري، حيث يعتقد رئيس البنك في أتلانتا “رافائيل بوستيك” أن البنك المركزي قد يكتفي بعملية خفض واحدة هذا العام، مع استمرار التضخم أعلى المستهدف البالغ 2%.

– بينما أبدت “بلاك روك” اعتقادها بأن سوق الأسهم الأمريكي سيتفوق على السندات والكاش في العام الجاري، لكن التقييمات المرتفعة تعني أنه على المستثمرين أن يكونوا انتقائيين.

– في حين أشارت شركة إدارة الأصول إلى أن العام الجاري سيشهد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث إن هذا العام تاريخياً يعد ثاني أفضل عام للسوق الأمريكي في الدورة السياسية المستمرة لمدة أربعة أعوام.

– من الضروري الإشارة إلى الحاجة لتوخي الحذر بشأن توقعات بنوك الأبحاث لأداء السوق الأمريكي، بالنظر إلى فشل المحللين في توقع الصعود القوي للسوق في عام 2023.

– كان متوسط توقعات بنوك “وول ستريت” لمؤشر “إس آند بي 500” في العام الماضي أقل بنحو 10% من المستوى الذي وصل إليه المؤشر بالفعل بنهاية 2023.