خبير : الفقر العالمي يزداد إذا لم نحافظ على نظام تجاري مفتوح ومستقر
حذرت نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، من أن الفقر العالمي مرشح للزيادة إذا لم يعمل المجتمع الدولي على الحفاظ على نظام تجاري مستقر ومفتوح.
وأكدت إيويالا في تصريحاتها أن التجارة العالمية أساسية لمكافحة الفقر، مشيرة إلى أن واحدة من كل أربع سعرات حرارية يتم استهلاكها في العالم تأتي من التجارة.
وفي مقابلة لها في روما، قالت إيويالا: “يجب أن نبقي نصب أعيننا الحفاظ على نظام تجاري حر ومستقر وقابل للتنبؤ به. لا يمكن إطعام العالم دون التجارة”.
وأضافت أن هذا هو الواقع الذي يواجهه الاقتصاد العالمي اليوم.
إيويالا، التي أعيد تعيينها مؤخرًا رئيسة لمنظمة التجارة العالمية، تواجه تحديات كبيرة في الدفاع عن التجارة الحرة بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة.
فقد تبنى ترامب سياسات حمائية تهدد بتقويض الجهود العالمية لخفض الحواجز التجارية. ومع ذلك، عبّرت إيويالا عن تفاؤلها رغم التحديات، قائلة: “أعلم أن الناس يشعرون بالتشاؤم حيال الحروب التجارية، لكن هناك فرصًا حتى في وسط هذه التحديات”.
وفي معرض حديثها عن منظمة التجارة العالمية، التي تعمل على تعزيز التجارة الحرة، أكدت إيويالا أن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مساهم في ميزانية المنظمة، تلعب دورًا محوريًا في تحديد مستقبل النظام التجاري العالمي.
لكن، وفي الوقت نفسه، تواجه المنظمة ضغوطًا نتيجة للتهديدات التي تروج لها بعض الدول بفرض تعريفات جمركية.
عادت إيويالا، البالغة من العمر 70 عامًا، إلى ذكرياتها في فترة الحرب بين نيجيريا وبيافرا، حيث عاشت معاناة كبيرة بسبب الصراع، مما جعلها تدرك عواقب الفقر والصراعات على الناس.
وقالت: “لقد عشت الحرب عندما كنت في سن 12 إلى 15 عامًا، فقد فقدت عائلتي كل شيء، ولم نتمكن من الذهاب إلى المدرسة، وكنا نعيش في حالة من الفقر المدقع. تلك التجربة علمتني أهمية تحسين أوضاع الناس”.
وأكدت إيويالا ضرورة أن تواصل منظمة التجارة العالمية الإصلاحات وتدفع الدول للحفاظ على الحوار المفتوح والمستمر. وأضافت: “الحل يكمن في الحوار والتعاون بين الدول، فالتعددية هي السبيل الوحيد لحل القضايا العالمية، ولا يمكن لأي دولة أن تواجه هذه التحديات بمفردها”.
ورغم التحديات، أشارت إيويالا إلى بعض المجالات التي تشهد نمواً، مثل تجارة الخدمات التي تنمو بمعدل 8-9% سنويًا، وتجارة السلع الخضراء.
وقالت: “المستقبل يكمن في التجارة الرقمية وتجارة الخدمات، التي تقدر قيمتها حاليًا بحوالي 4.25 تريليون دولار. كما أن التجارة الخضراء، التي تبلغ قيمتها نحو تريليوني دولار، تمثل فرصة كبيرة للنمو”.
وفي لقاءها مع البابا فرانسيس في روما، ناقشت إيويالا التحديات التي تواجه التجارة العالمية. أبدى البابا قلقه من تزايد الصراعات والعواقب المترتبة على عدم المساواة في الدخل.
كما انتقد البابا تخصيص مليارات الدولارات للأسلحة في حين يعاني الأطفال من الجوع ويبحثون عن الطعام في مكبات القمامة، وهو ما يُعتبر إشارة إلى ضرورة تحقيق توازن بين أولويات الإنفاق على المستوى العالمي.
وختمت إيويالا حديثها مؤكدة على أهمية الاستمرار في العمل نحو تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.