خبير اقتصادي: رجال الأعمال يُنظر إليهم كـ “أعداء” بدلًا من “قادة تنمية” في المغرب
يُحذر الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، من تأثير النظرة السلبية التي تُوجه إلى رجال الأعمال في المغرب، مُعتبرًا إياها ظاهرة ذات أبعاد ثقافية واجتماعية تؤثر بشكل كبير على التنمية الاقتصادية في البلاد.
وبحسب الفينة، فإن رجال الأعمال يعانون من انعدام الثقة من قبل فئات واسعة من المجتمع، حيث يُنظر إليهم في كثير من الأحيان كأعداء للمجتمع بدلاً من كونهم فاعلين رئيسيين في دفع عجلة التنمية.
ويُشدد الفينة على أن هذه التصورات ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى جذور عميقة في الثقافة المغربية، حيث لا يزال الوعي الشعبي يرتبط بتقاليد محافظة وإيديولوجيات قديمة تدفع المجتمع إلى التشكيك في مصادر الثروة، سواء كانت مكتسبة من العمل الجاد أو من إرث قديم.
يُنظر إلى رجال الأعمال في هذا السياق كطبقة نخبوية تتحكم في المصالح الاقتصادية والسياسية، وغالبًا ما يُتهمون بالفساد واستخدام النفوذ لصالحهم.
من جهة أخرى، يعكس الفينة أن المجتمع المغربي، الذي يميل إلى تبجيل القيم البسيطة والزهد، يجد صعوبة في تقبل الثروات التي يحققها رجال الأعمال، مما يغذي الصورة النمطية التي تراهم فيها رموزًا للرأسمالية المتوحشة.
كما أضاف أن الإيديولوجيات اليسارية التي سادت في فترة ما بعد الاستقلال ساهمت أيضًا في تعميق هذه الصورة السلبية.
ورغم أن رجال الأعمال يمثلون نسبة صغيرة جدًا من المجتمع المغربي، لا تتجاوز 1.5٪، إلا أن دورهم في تحريك الاقتصاد يبقى حيويًا. ومع ذلك، فإن هذه النظرة السلبية تقيد قدرتهم على المساهمة الكاملة في النمو الاقتصادي.