حكومات وشركات وأفراد .. من يمتلك البيتكوين المتداولة حول العالم؟

مع مطلع العام الجاري، شهد سعر البيتكوين ارتفاعًا هائلًا حتى وصل إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق في مارس، وكان يأمل مستثمرو العملات المشفرة في مزيد من الارتفاع مع ترقب حدث التنصيف في الشهر التالي.

علل المستثمرون والمحللون توقعاتهم المتفائلة للغاية بأن التنصيف الذي يخفض معدل إنتاج الوحدات الجديدة من البيتكوين سيحد من العرض، في حين أن إجمالي العملات الممكن توليدها مقيد في نهاية المطاف عند عدد 21 مليونًا، ولا يمكن تجاوزه.

وولدت شبكة البيتكوين بالفعل الكثير مما يمكنها إفرازه من العملات، حيث يجري تداول أكثر من 19.7 مليون وحدة بالفعل، وهو ما يعادل تقريبًا 94% من إجمالي العرض الممكن تعدينه وتداوله.

لكن في ظل الغموض الذي لا تزال تتسم به هذه العملة، والحروب التنظيمية ضدها، من يمتلك هذه العملات التي تشكل قيمتها مجتمعة الآن أكثر من 1.3 تريليون دولار؟ هل هي الحكومات أم الأفراد أم الشركات؟ ومن يتحكم في السوق حقًا؟

و”ساتوشي ناكاموتو” هو المطور المجهول لعملة البيتكوين، ولم يخترعها فحسب، بل كان أيضًا أول من أجرى عمليات التعدين والمعاملات عبر الشبكة، ويمتلك أكبر عدد من العملة المشفرة منفردًا.

وتشير التقديرات إلى أن “ساتوشي” أجرى عمليات تعدين لأكثر من 22 ألف كتلة بدءًا من 3 يناير عام 2009 (عندما كانت مكافأة التعدين في أعلى مستوياتها)، وحصل على أكثر من مليون بيتكوين كمكافآت تراكمية لعمله.

باستثناء “ساتوشي”، فهناك 3 عناوين على شبكة البيتكوين تحتوي أكثر من 100 ألف عملة (6.7 مليار دولار فأكثر)، ويرجع عنوانان منها لبورصتي “بينانس” و”بيتفنيكس”، وعنوان آخر هويته غير معروفة.

وتمتلك هذه العناوين الثلاثة مجتمعة نحو 565 ألف بيتكوين (37.85 مليار دولار)، علمًا بأن عناوين البورصات تمثل حيازات العديد من المستثمرين الأفراد الذين لا يحملون مفاتيحهم الرقمية الخاصة.

في قمة النظام البيئي للبيتكوين، توجد فئة الحيتان، والتي تنقسم إلى مجموعتين؛ الحيتان الحدباء والحيتان العادية، أما الأولى فهي التي تحتفظ بأكثر من 5 آلاف بيتكوين في المحفظة الواحدة، والثانية تحتفظ بما بين ألف إلى نحو 5 آلاف.

ويمكن لهذه الفئة، أن تؤثر بشكل كبير على السوق، وتميل إلى الاحتفاظ بعملاتها لفترات طويلة من الزمن، وتتمتع بالسيطرة والقدرة على التلاعب بالأسعار وإحداث التقلبات.

أما الفئة الثانية، فتضم مجموعتي القروش والدلافين، حيث يمتلك المستثمر في المجموعة الأولى ما بين 500 وألف بيتكوين في محفظته، فيما تضم المحفظة بالمجموعة الثانية ما بين 100 و500 بيتكوين.

وتشير مجموعة الأسماك إلى المستثمرين الذين تضم محافظهم ما بين 50 و100 بيتكوين، فيما تضم محفظة المستثمر من مجموعة الأخطبوط ما بين 10 إلى 50 بيتكوينًا.

 أما السلطعون فهي فئة المستثمرين الذين يمتلكون ما بين بيتكوين واحدة إلى 10 عملات، وأخيرًا تشير فئة الروبيان إلى أولئك الذين يمتلكون أقل من بيتكوين واحدة.

بطبيعة الحال، لا يمكن للفئات دون الحيتان أن تؤثر في سوق بشكل واضح نظرًا لقلة حيازاتها، وبالحديث عن التأثير في السوق، فمن المهم أن نعرج على أبرز حيازات الشركات من البيتكوين.

في حين أن “مايكروستراتيجي” لا تزال شركة برمجيات لتحليلات الأعمال، لكنها تستثمر بشكل قوي في البيتكوين، وخلال مؤتمر عقب إعلان نتائج أعمال الربع الأول، ذكر مسؤولو الشركة كلمة “بيتكوين” 150 مرة، مقارنة بـ 22 مرة لكلمة “برمجيات”.

وفي السنوات القليلة الماضية، ارتبطت حركة سهمها بسعر البيتكوين، والذي بات أيضًا مؤثرًا رئيسيًا على الأداء المالي للشركة، والتي ترى بدورها أن العملة الرقمية أفضل من الأسهم والسندات والذهب كأداة استثمار.

جاءت معظم حيازات الحكومات من البيتكوين من خلال عمليات المصادرة كإجراء قانوني لنشاط إجرامي، وتحافظ الحكومات على سرية المعلومات المتعلقة بحجم العملات المشفرة التي تمتلكها وكيف تخطط لاستخدامها.

وكانت السلفادور هي الدولة الوحيدة التي تتبنى عملة البيتكوين بشكل نشط، حيث اشترت أول 200 بيتكوين، وجعلتها عملة قانونية في عام 2021، وتمكنت من جمع حيازتها الحالية من خلال التعدين وبيع جوازات السفر وإجراء عمليات الشراء اليومية.