جهود كندية مكثفة لتجنب فرض رسوم جمركية أميركية في عهد ترمب

زار وزير المالية الكندي دومينيك لوبلانك ووزيرة الخارجية ميلاني جولي منتجع “مار إيه لاغو” الخاص بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، في فلوريدا، لإجراء محادثات مع فريقه بشأن أمن الحدود الشمالية.
و التقى الوزيران مع هوارد لوتنيك، المرشح لمنصب وزير التجارة، ودوغ بورغوم، المرشح لمنصب وزير الداخلية، في محاولة لإقناع الإدارة الأميركية القادمة بعدم الحاجة إلى فرض رسوم جمركية على الواردات الكندية.
في هذا السياق، أعلن لوبلانك خطة أمنية بتكلفة 1.3 مليار دولار كندي (902 مليون دولار أميركي) تهدف إلى معالجة مخاوف الولايات المتحدة بشأن الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية.
و تشمل الخطة إنشاء “قوة استخبارات جوية” مكونة من مروحيات وطائرات مسيرة، بجانب أبراج مراقبة متنقلة وتكثيف الجهود لمكافحة غسل الأموال ومعاقبة المتورطين فيها.
صرح المتحدث باسم لوبلانك، جان-سباستيان كومو، بأن الاجتماعات كانت “إيجابية ومثمرة”، حيث أكد الوزيران الكنديان التزام كندا بتعزيز أمن الحدود. وأشار كومو إلى أن الملاحظات الكندية ستُنقل إلى ترمب عبر فريقه.
من جانبه، أعرب توم هومان، الذي اختاره ترمب للإشراف على أمن الحدود، عن تفاؤله بالتوصل إلى خطة فعالة لتأمين الحدود الشمالية، قائلاً: “المحادثات التي أجريتها في كندا كانت ممتازة”.
هدد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية إذا لم تُتخذ إجراءات إضافية لتأمين الحدود.
وعلى الرغم من أن البيانات الأميركية تظهر أن المخاطر على الحدود الشمالية أقل بكثير مقارنة بالحدود الجنوبية، إلا أن كندا تبذل جهودًا كبيرة للتعامل مع مخاوف الإدارة الأميركية الجديدة.
تواجه حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو تحديات داخلية بعد الاستقالة المفاجئة لوزيرة المالية كريستيا فريلاند، التي كانت من الشخصيات المحورية في مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة.
و جاءت استقالة فريلاند بعد أن أبلغها ترودو نيته نقلها إلى منصب وزاري آخر، مما أثار انتقادات حول افتقار الحكومة للتركيز على قضايا جوهرية.
في خطاب استقالتها، انتقدت فريلاند تركيز الحكومة على “الحيل السياسية” بدلًا من اتخاذ خطوات ملموسة لحماية الاقتصاد الكندي من تبعات حرب تجارية محتملة مع واشنطن.
تولى دومينيك لوبلانك حقيبة المالية بعد استقالة فريلاند، ويبدو أنه سيقود جهود كندا لإيجاد حلول دبلوماسية مع الإدارة الأميركية.
في المقابل، تراجع ترودو عن الظهور الإعلامي منذ استقالة فريلاند، وسط تقارير تفيد بأنه يراجع مستقبله السياسي خلال عطلة الأعياد.
مع تصاعد التوترات بشأن التجارة والحدود، تبذل كندا جهودًا مكثفة لتجنب نزاع تجاري مع شريكها التجاري الأكبر. تعتمد كفاءة هذه الجهود على قدرة الحكومة الكندية على تنفيذ خططها الأمنية والدبلوماسية، إلى جانب تعزيز الثقة مع إدارة ترمب المقبلة.