تساؤلات حول شفافية صفقة تنظيم المعرض الدولي للكتاب للأطفال والشباب..شركة حديثة العهد تثير الجدل
أثارت صفقة تنظيم الدورة الثانية من المعرض الدولي للكتاب الخاص بالطفل والشباب، التي تبلغ قيمتها حوالي 4 ملايير سنتيم، الكثير من الجدل والتساؤلات.
و تم منح هذه الصفقة الضخمة لشركة “JETSET TRAVELS & EVENT”، وهي شركة تأسست منذ عامين فقط، لتنظيم الحدث الثقافي الذي سيُعقد بمدينة الدار البيضاء في الفترة ما بين 14 و22 دجنبر المقبل.
بحسب وثيقة اطلعت عليها جريدة “ديتافور”، فإن الشركة فازت بهذه الصفقة بعد منافسة مع شركة واحدة أخرى تُدعى “ALL BUSINESS CENTRE”، حيث بلغت قيمة العقد 32.824.080.00 درهما.
ما أثار الدهشة هو أن “JETSET TRAVELS & EVENT” لم تكن قد حققت أي خبرة كبيرة في هذا المجال قبل فوزها بهذه الصفقة، وهو ما جعل البعض يتساءل عن مدى قدرتها على التعامل مع حدث بهذه الأهمية في وقت قياسي.
كما أظهرت تقارير إعلامية سابقة أن الشركة نفسها حصلت على عقود مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت قيمة هذه العقود مجتمعة 7.4 مليار سنتيم، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليها.
العديد من الفاعلين والمهنيين في القطاع اعتبروا أن منح مثل هذه الصفقات لشركة حديثة العهد يثير الشكوك حول شفافية العملية، ما جعلهم يصفون الأمر بـ “الفضيحة الكبرى” ويضعون وزارة الثقافة في دائرة الاتهام.
من جانبها، أكدت مصادر من وزارة الثقافة أن المعرض الدولي للكتاب الخاص بالطفل والشباب هو حدث سنوي بالغ الأهمية، يهدف إلى تعزيز الثقافة القرائية لدى الشباب، في مواجهة التطورات التكنولوجية التي تهم جيل المستقبل.
وأوضح المصدر أن الميزانية المخصصة لهذا الحدث “ليست ضخمة”، مشيرًا إلى أن الوزارة تحاول دائمًا تلبية احتياجات الأطفال والشباب عبر تقديم برامج ثقافية متنوعة.
وأشارت المصادر إلى أن جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بالصفقة تم اتباعها بدقة، مؤكدًا أن “JETSET TRAVELS & EVENT” كانت قد اجتازت جميع المساطر القانونية بشكل سليم.
كما ردت على الانتقادات، معتبرة أن بعض “اللوبيات” تحاول نشر الشكوك والاتهامات، وهي عادة ما تحدث في العديد من المجالات، بهدف تحقيق مصالح خاصة.
وفي ظل هذه التساؤلات والانتقادات، يبقى السؤال قائماً حول مدى شفافية الإجراءات المتبعة في منح هذه الصفقات، وهل هناك حاجة لإعادة النظر في الآليات المعتمدة في التعامل مع مثل هذه التظاهرات الثقافية.