الاقتصادية

ثورة الذكاء الاصطناعي في الصناعات الدفاعية: هل نحن أمام نهاية عصر الطائرات التقليدية؟

خلال فترة رئاسته الأولى، أشاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالمقاتلات الشبحية من الجيل الخامس، وتحديدًا طرازَي إف-22 وإف-35، واصفًا إياها بأنها طائرات “غير مرئية”.

لكن مع عودته المرتقبة إلى البيت الأبيض، يبدو أن مشهد الصناعات الدفاعية الأمريكية مقبل على تحولات جذرية.

لطالما شكّلت القوات الجوية الأمريكية العمود الفقري لقوة البلاد العسكرية، متصدرة تصنيفات جلوبال فاير باور كأقوى جيوش العالم لعام 2024.

إلا أن التطور التكنولوجي السريع، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي، دفع القوى العظمى نحو سباق تسلح جديد يرتكز على الأمن السيبراني، الطائرات بدون طيار، وأنظمة التحكم الذاتية.

إشارات التغيير بدأت مع تغريدات الملياردير إيلون ماسك، الذي هاجم برنامج المقاتلة إف-35، واصفًا إياه بـ”العتيق” مقارنة بالطائرات بدون طيار.

ماسك، في سلسلة منشوراته على منصة إكس، دعم بقوة فكرة أن الطائرات بدون طيار تمثل مستقبل التفوق الجوي، مشيرًا إلى تطور المسيرات الصينية كمثال واضح على هذا الاتجاه.

برنامج تطوير المقاتلة إف-35، الذي يعد الأغلى في تاريخ وزارة الدفاع الأمريكية بتكلفة تتجاوز 2 تريليون دولار، واجه انتقادات واسعة بسبب مشاكل تتعلق بالموثوقية والصيانة.

تقرير حديث أشار إلى استمرار عيوب تقنية، مثل أداء المدفع الخاص بالطائرة والدفاعات السيبرانية.

أفضل طائرات حربية بدون طيار في عام 2024 وفقًا لتصنيف آيروتايم

الترتيب

المسيرة

أبرز المعلومات

1

بوينج إم كيو-28

(جوست بات)

طورتها بوينج أستراليا، ويتجاوز مداها 3200 كيلومتر، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للعمل مع القوات الجوية الملكية الأسترالية قريبًا.

2

بي آيه إي سيستمز تارانيس

داسو نيورون

هما طائرتان متشابهتان في المميزات والقدرات، جرى تطويرهما بشكل منفصل من قِبل تكتل بريطاني بقيادة شركة الدفاع بي آيه إي سيستمز وشراكة أوروبية بقيادة داسو نيورون الفرنسية على التوالي.

من أكثر الطائرات بدون طيار تقدمًا، وتمتلك كل منهما قدرة على حمل نحو طنين من المتفجرات.

3

إكس كيو- 58 آيه فالكيري

مصممة لتكون بمثابة دعم للطائرات المقاتلة، يمكنها استطلاع ساحة المعركة والاشتباك مع العدو والتضحية بنفسها لحماية الطائرات التي يقودها البشر.

من المفترض أن تبلغ تكلفة الواحدة 2 مليون دولار وهو سعر أدنى كثيرًا من تكلفة المقاتلات العادية.

4

سوخوي إس-70 أوخوتنيك-بي

من المتوقع أن تطير طائرة سوخوي إس-70 أوخوتنيك بدون طيار بسرعة قصوى تبلغ ألف كيلومتر/الساعة، مع مدى يبلغ 6000 كيلومتر.

أبرز ما يميز هذه الطائرة عن مثيلاتها هو القدرة على حمل ما يقرب 3 أطنان من الأسلحة.

5

بايراكتار تي بي 2

هي مركبة جوية قتالية بدون طيار صُنعت في تركيا وجرى بناء أكثر من 600 وحدة حتى عام 2023.

6

هونغدو جي جيه-11

لا يُعرف سوى القليل عن الطائرة الصينية بدون طيار الشبحية الملقبة بـ”السيف الحاد”، وأُطلقت أول مرة في عام 2013.

تتميز بعدم وجود ذيل في تصميمها، ما يعزز قدراتها على التخفي وتمكينها من المناورات السريعة.

تمتلك مدى يبلغ 4 آلاف كيلومتر وتبلغ سرعتها القصوى ألف كيلومتر/الساعة.

 

في الوقت ذاته، شهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في استخدام الطائرات بدون طيار في النزاعات الدولية، مثل الحرب الروسية-الأوكرانية. هذا الواقع دفع العديد من الخبراء إلى المطالبة بإعادة النظر في جدوى الاستثمارات الضخمة في الطائرات المقاتلة التقليدية.

و تتزايد الدعوات في الأوساط الأمريكية لاستبدال الطائرات المقاتلة التقليدية بأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار. وزير القوات الجوية الأمريكي فرانك كيندال ألمح إلى إمكانية تقليص تكلفة المقاتلات، بل وربما الاستغناء عنها لصالح أنظمة أكثر كفاءة وأقل تكلفة.

78c154a0 ef6f 4579 a2df 22be81ecacf1 Detafour

كذلك، أثارت تصريحات مستثمرين بارزين مثل مارك أندريسن، المعروف بدعمه للرئيس ترامب، الجدل حول ضرورة تبني تقنيات حديثة في مواجهة التحديات العسكرية.

أندريسن أكد أن الدولة التي تهيمن على سباق تطوير الطائرات بدون طيار ستحقق تفوقًا عسكريًا استراتيجيًا.

و مع ترقب تشكيل الإدارة الأمريكية المقبلة، تشير التحليلات إلى احتمال اتخاذ قرارات جريئة تتضمن تقليص برامج الأسلحة التقليدية لصالح تعزيز الابتكار التكنولوجي.

كما تتجه وزارة الدفاع نحو تعزيز تمويل برامج الطائرات بدون طيار، مستفيدة من دروس الحرب الأوكرانية.

حجم الأسلحة لدى الجيش الأمريكي وفق قائمة جلوبال فاير باور

الأسلحة

عدد القطع

الدبابات

4657

المركبات العسكرية

360 ألفًا

الطائرات الحربية

13.2 ألف

المقاتلات

1854

القطع البحرية

472

حاملات الطائرات

11

الغواصات

64

 

رغم الانتقادات الموجهة لطائرات إف-35، لا تزال هناك مقاومة كبيرة للاستغناء عن الأسلحة التقليدية بالكامل. شركات مثل لوكهيد مارتن تدافع عن أهمية هذه الطائرات في العمليات العسكرية المستقبلية، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الإدارة الجديدة لتحقيق التوازن بين الابتكار وحاجات الدفاع التقليدي.

بين صعود الذكاء الاصطناعي وضغوط التكلفة المتزايدة، يبدو أن حقبة جديدة من الصناعات الدفاعية تلوح في الأفق. هل ستكون الطائرات بدون طيار هي العنصر الرئيسي لتفوق الجيوش؟ أم أن الأسلحة التقليدية ستظل جزءًا من منظومة الدفاع العالمية؟ المستقبل وحده كفيل بالإجابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى