توقعات بتجاوز سوق الرقائق العالمية 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2029
مع غزو أجهزة الكمبيوتر كل مجالات الحياة تقريباً، تغزوها كذلك الرقائق التي تزود الأجهزة بالطاقة، الأمر الذي أدى إلى زيادة إيرادات الشركات المتخصصة في تصميم الرقائق.
ويشهد قطاع أشباه الموصلات توسعاً سريعاً؛ فقد أصبحت أشباه موصلات الطاقة مكونات لا غنى عنها في تطبيقات مثل إمدادات الطاقة، ومحركات السيارات، وأنظمة الطاقة المتجددة، وقد أدى نمو المركبات الكهربائية والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة مع تطور الذكاء الاصطناعي إلى زيادة الطلب على أشباه موصلات الطاقة، نظراً لدورها الأساسي في التحكم بكفاءة وتحويل الطاقة الكهربائية في مجموعات الحركة الكهربائية وأنظمة الطاقة المتجددة.
يعد التقدم التكنولوجي والتطور المستمر لعمليات تصنيع أشباه الموصلات من المحركات الرئيسية وراء نمو سوق أشباه موصلات الطاقة العالمية.
مستقبل سوق الرقائق
من المتوقع أن تنمو صناعة أشباه الموصلات من نحو 720 مليار دولار في عام 2024 إلى 1.21 تريليون دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوي قدره 10.86 في المئة خلال الفترة المتوقعة (2024-2029)، وفقاً لـ«موردور إنتليجنس».
أشباه الموصلات
هي مكونات إلكترونية تستخدم مواد شبه موصلة كأساس لها، تنتج هذه المادة الترانزستورات والثنائيات والوحدات الوظيفية الأساسية الأخرى الموجودة في الدوائر المتكاملة (ICs)، وتتميز هذه الأجهزة بقدرتها على عدم توصيل الكهرباء بشكل جيد أو العمل كعوازل فعالة.
تشمل فوائد أجهزة أشباه الموصلات القدرة على تحمل التكاليف والاعتمادية والحجم الصغير، على مدى العقود القليلة الماضية، ازدادت شعبية استخدام هذه الأجهزة في إنتاج الإلكترونيات المتنوعة، ومن المتوقع أن يستمر اكتساب الزخم في السنوات المقبلة.
من المتوقع أن تشهد صناعة أشباه الموصلات نمواً قوياً في المستقبل المنظور؛ لأنها تلبي الحاجة المتزايدة إلى مواد أشباه الموصلات في التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، والقيادة الذاتية، وإنترنت الأشياء، و5G.
ويغذي هذا النمو المنافسة الشديدة بين اللاعبين الرئيسيين والاستثمار المستمر في البحث والتطوير، ونتيجة لذلك، يندفع البائعون باستمرار إلى الابتكار والحصول على ميزة تنافسية في السوق.
ويتوقع أن يرتفع الطلب في السوق على أجهزة أشباه الموصلات بسبب اعتماد الشركات على نطاق واسع للكهرباء والاستقلالية، وتقود السيارات الكهربائية الحركة نحو مستقبل مستدام؛ حيث تعمل الإلكترونيات وأشباه الموصلات كمكونات حاسمة، وتضع الحكومات في جميع أنحاء العالم أهدافاً طموحة لكهربة قطاعات النقل لديها؛ ما يدفع شركات صناعة السيارات الرائدة إلى القيام باستثمارات كبيرة في أبحاث وتطوير السيارات الكهربائية.
تظهر أشباه الموصلات كوحدات المعالجة المركزية للمركبات الكهربائية، ما يمكنها من تقديم الأداء الأمثل، وبالتالي من المتوقع أن تؤدي الاستثمارات المتزايدة في السيارات الكهربائية إلى زيادة الطلب على سوق أشباه الموصلات.
وتحتاج صناعة أشباه الموصلات إلى المزيد من العمال المهرة، وبحلول عام 2030، من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى أكثر من مليون عامل ماهر إضافي لتلبية طلب الصناعة، علاوة على ذلك، تتميز صناعة أشباه الموصلات بفترات انتظار طويلة واستثمارات رأسمالية عالية.
حصيلة سوق الرقائق 2023
يكشف أحدث تقرير عن شركة الأبحاث أومديا عن تراجع في صناعة أشباه الموصلات، مع انخفاض الإيرادات بنسبة 9 في المئة من 597.7 مليار دولار في عام 2022 إلى 544.8 مليار دولار في عام 2023، ويأتي هذا الانخفاض بعد عامين من النمو القياسي؛ ما يسلط الضوء على الطبيعة الدورية من سوق أشباه الموصلات.
وفي عام 2023، على الرغم من الانكماش العام في صناعة أشباه الموصلات، فقد برز الذكاء الاصطناعي كمحرك نمو مهم في الصناعة، حيث ركزت الشركات على هذا القطاع لتجني فوائده، وكانت إنفيديا هي الفائز الواضح في هذا المجال، حيث ضاعفت إيراداتها من أشباه الموصلات من عام 2022 إلى 49 مليار دولار في عام 2023، وقد تم التأكيد على هذا الإنجاز من خلال مسار الشركة، حيث كانت إيراداتها من أشباه الموصلات أقل من 10 مليارات دولار قبل الجائحة في عام 2019.
وبالنسبة للذكاء الاصطناعي، من المهم ملاحظة أن إنفيديا ليست اللاعب الوحيد الذي يستفيد من هذا الاتجاه، فتشهد السوق أيضاً نمواً كبيراً لشركة إس كيه هاينكس.
في عام 2023، مارس قطاع السيارات تأثيراً أكبر في سوق أشباه الموصلات، حيث زاد نمو إيراداته إلى أكثر من 15 في المئة في عام 2023 إلى أكثر من 75 مليار دولار، وتؤدي الزيادة في السيارات الكهربائية ودمج الذكاء في السيارات إلى زيادة الطلب على أشباه الموصلات في هذا القطاع وتمثل نحو 14 في المئة من سوق أشباه الموصلات بأكملها.
والنمو السريع الذي حققته إنفيديا في إيرادات أشباه الموصلات جعلها ثاني أكبر شركة لأشباه الموصلات من حيث الإيرادات في عام 2023، خلف إنتل، فيما تراجعت سامسونغ، الشركة الرائدة في الصناعة في عام 2022، إلى المركز الثالث في عام 2023، حيث انخفضت إيراداتها من الذاكرة بمقدار النصف تقريباً عن مستوى عام 2021.
وأثر الانكماش الاقتصادي بشكل ملحوظ على شركات تصنيع الذاكرة الكبرى، التي تعد تقليدياً من بين أكبر شركات أشباه الموصلات من حيث الإيرادات. ففي السابق، من عام 2017 إلى عام 2021، تم تصنيف كل من سامسونغ إلكترونيكس وإس كيه هاينكس وميكرون تكنولوجي ضمن أفضل خمس شركات من حيث الإيرادات، ومع ذلك، وفي ظل ظروف سوق الذاكرة الصعبة، أصبحت شركة سامسونج الآن في المرتبة الثالثة، وإس كيه هاينكس في المرتبة السادسة، وميكرون تكنولوجي في المرتبة الثانية عشرة في عام 2023.