توقعات السوق للأسبوع المقبل: التضخم وأسعار الفائدة وحالة البيتكوين وأسواق النفط
مع اقترابنا من نهاية العام، سيكون الأسبوع المقبل حاسمًا في تحديد الاتجاهات الاقتصادية الكبرى في الأسواق. حيث من المنتظر أن تؤثر بيانات التضخم الأمريكية على التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة الفيدرالية، كما سيختبر سوق الأسهم الأمريكي استمرار الارتفاع القياسي له.
وفي وقتٍ تسلط الأضواء على مستقبل البيتكوين بعد تجاوزها حاجز 100,000 دولار، ينتظر المستثمرون قرارات هامة من البنك المركزي الأوروبي بخصوص خفض أسعار الفائدة. إليك لمحة عن أبرز التطورات المنتظرة.
و من المتوقع أن تكشف الولايات المتحدة يوم الأربعاء عن بيانات التضخم لشهر نوفمبر، مما سيمنح مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي نظرة أخيرة على ضغوط الأسعار قبل اجتماعهم النهائي للسياسة العامة في دجنبر .
يأتي هذا بعد خفض البنك الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس منذ سبتمبر، مع توقعات أسواق المال لمزيد من التخفيضات في اجتماعات ديسمبر المقبل.
عزز تقرير الوظائف الأخير الذي جاء أقوى من المتوقع التوقعات بأن يواصل الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة.
ومع ذلك، قد تؤدي أي إشارات على توقف التقدم في تقليص التضخم إلى مراجعة الأسواق لتوقعات الفائدة. كما أن المخاوف من تضخم جديد جراء خطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات قد تؤثر سلبًا على التوقعات الاقتصادية.
و ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل S&P 500 وناسداك المركب إلى مستويات قياسية مع تزايد التفاؤل بشأن تخفيضات الفائدة المرتقبة. ويعتبر هذا الارتفاع مدعومًا ببيانات اقتصادية قوية بما في ذلك تقرير الوظائف الأخير.
سيكون تقرير التضخم المقبل يوم الأربعاء اختبارًا لمتانة السوق في نهاية العام. إذا جاءت البيانات أعلى من المتوقع، قد يؤدي ذلك إلى تغيير توقعات السوق بشأن خطط الاحتياطي الفيدرالي، مما يساهم في تعديل توقعات المستثمرين في الفترة المقبلة.
و يجتمع البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة، حيث يتوقع الخبراء خفضًا جديدًا بمقدار 25 نقطة أساس، ليكون الرابع من نوعه هذا العام.
و في الوقت ذاته، من المتوقع أن ينشر البنك المركزي الأوروبي تحديثات بشأن النمو الاقتصادي والتضخم، مع إمكانية تقليص التوقعات للعام المقبل.
يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس، حيث ارتفعت المخاطر الجمركية على أوروبا بعد فوز ترامب في الانتخابات، بالإضافة إلى الاضطرابات السياسية في فرنسا وألمانيا. كما يشير تقرير الرئيسة كريستين لاجارد إلى أن الحرب التجارية ستكون لها آثار سلبية واسعة على الاقتصاد العالمي.
و شهدت البيتكوين ارتفاعًا قياسيًا، متجاوزة حاجز 100,000 دولار يوم الخميس، وذلك بعد إعلان ترامب عن تعيينات جديدة في لجنة الأوراق المالية والبورصات، بما في ذلك بول أتكينز لرئاسة اللجنة.
هذه التطورات أثارت التكهنات حول المستقبل التنظيمي للعملات الرقمية، حيث قد تتغير السياسات بشكل جذري، مع دعوات من قبل المسؤولين لتبني نهج أكثر تساهلاً في التنظيم.
مع توقعات ببلوغ البيتكوين 200,000 دولار بحلول 2025، يظل تاريخ العملة الرقمية مليئًا بالارتفاعات المذهلة والانعكاسات الحادة. كيف ستؤثر هذه التحركات على الاتجاهات المستقبلية للعملات المشفرة؟ يبقى السؤال مفتوحًا.
كما تراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ يوم الجمعة، حيث انخفضت بنسبة تزيد عن 1% وسط توقعات بحدوث فائض في المعروض العام المقبل. على الرغم من قرار أوبك بلس بتأجيل زيادة الإنتاج، فإن التوقعات بشأن الطلب الضعيف لا سيما من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط، ألقت بظلالها على الأسعار.
وافق أعضاء أوبك بلس على تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية عام 2026، مع تأجيل الزيادة المخطط لها حتى أبريل 2024. ومع ذلك، لم تتمكن هذه التحركات من تهدئة المخاوف بشأن الطلب الضعيف، ما أثر على أسواق الطاقة العالمية.
الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا في تحديد اتجاهات الاقتصاد العالمي، مع تقارير التضخم الأمريكية، قرارات البنك المركزي الأوروبي، ومستقبل البيتكوين. تتزايد التحديات في أسواق النفط، فيما يترقب المستثمرون تأثيرات هذه التطورات على الأسواق المالية والاقتصاد العالمي في العام المقبل.