تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة تثير قلق الشركات والحكومات العالمية
أثارت تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية مشددة على صادرات كندا والمكسيك وعلى البضائع الصينية، صدمة في صفوف الشركات الأجنبية والحكومات، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام المقبل.
في تصريح له يوم الاثنين الماضي، حذر ترامب من فرض رسوم بنسبة 25٪ على الصادرات من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى زيادة الرسوم على الواردات الصينية بنسبة 10٪، ما أثار القلق بين شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وأوضح الأستاذ في جامعة كولومبيا، بيتروس مافرويديس، أن استهداف ترامب للمكسيك وكندا، وخصوصاً كندا، أمر غير متوقع، خاصةً أن كندا تعد من أقرب وأقدم حلفاء الولايات المتحدة. وأضاف مافرويديس أن هذه التهديدات قد تؤدي إلى تصعيد العداء مع الحلفاء التقليديين.
وكان من المفترض أن تكون كندا والمكسيك، اللتين تعدان من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، محصنتين من مثل هذه الإجراءات، بالنظر إلى اتفاقية التجارة الحرة التي تم التوقيع عليها خلال ولاية ترامب الأولى.
ولكن تصريحات ترامب الأخيرة، بالإضافة إلى زيادة الرسوم على الصين، أثبتت أن ترامب لا يميز بين حلفائه وخصومه التجاريين.
وقد جعل ترامب من الرسوم الجمركية ركيزة أساسية في سياسته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية، حيث أعلن عن خطط لفرض رسوم تتراوح بين 10 و20٪ على العديد من السلع المستوردة، بما في ذلك زيادة الرسوم على الواردات الصينية بين 60 و100٪.
وتهدف هذه التدابير إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: تمويل التخفيضات الضريبية المخطط لها، تحفيز الشركات على نقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة، واستخدام الرسوم الجمركية كأداة للمساومة في المفاوضات التجارية المقبلة.
من جهته، أشار الخبير الاقتصادي برنار ياروس إلى أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ردود فعل من الشركاء التجاريين في أوروبا وآسيا، ما سينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وبقية العالم.
وفيما يتعلق بردود فعل الدول الأوروبية، توقعت الباحثة إرين مورفي أن تكون هناك تدابير مضادة من دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية دون تصعيد مباشر.
و من جهة أخرى، شددت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، على أهمية التعاون البناء مع الإدارة الأمريكية المقبلة، بينما أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في واشنطن أن التكتل مستعد لمواجهة أي تهديدات محتملة.
وفي مواجهة التوترات المحتملة، دعت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع ترامب بدلاً من الدخول في حرب تجارية، مشيرة إلى أن الرد بالمثل لن يعود بفائدة لأي طرف.
وتعتبر هذه التحركات من ترامب بمثابة اختبار للعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وبقية العالم، خاصةً في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.