الاقتصادية

تنوع أساليب الإدارة وتأثيرها على فعالية الفرق

عند التفكير في المديرين الناجحين، يتضح أن كل واحد منهم يتبنى نمط إدارة خاص به، حيث تختلف طرقهم واستراتيجياتهم في قيادة الفرق.

إن أسلوب الإدارة هو النهج الذي يتبعه المدير في توجيه الأمور، ويُعتبر الاختيار الصحيح لهذا الأسلوب أمرًا حاسمًا؛ حيث يمكن أن يؤدي الأسلوب الخاطئ إلى تقويض دوافع الفريق وتراجع إنتاجيته.

بل في كثير من الأحيان، قد يدفع الموظفين إلى البحث عن فرص عمل أخرى بمجرد توفرها.

المدير الفعّال هو الذي يستطيع توجيه أعضاء فريقه وتحفيزهم للعمل بشكل أكثر فعالية، مما يسهم في تعزيز الإبداع والتقدم.

ومع تنوع أساليب الإدارة واختلافها، يمكن تصنيفها إلى ثمانية أنماط رئيسية، وهي:

أهم أساليب الإدارة

الأسلوب

التوضيح

1. أسلوب الإدارة

الديمقراطية

نقاط القوة: التعاون، ثقة الموظفين، بيئة العمل المشجعة.

التحديات: التردد، اتخاذ القرارات بوتيرة أبطأ.

يعتمد المدير الديمقراطي على إشراك فريق العمل في القرارات والخطوات التي تتخذها المؤسسة قبل الإقدام على تنفيذها، فيتقبل آراء العاملين ويحترمها.

غالبًا ما يستحوذ هذا النوع من القادة على إعجاب فريق العمل وولائهم ودعمهم الكامل، ويميلون إلى الإبداع والابتكار بشكل أكبر لخدمة العمل.

لكن لا يزال يتعين على هؤلاء المديرين جمع الآراء، ووضع خطط قد لا يرضى عنها الجميع. لذا عليهم أن يكونوا حاسمين.

في نهاية المطاف، الأمر متروك للمديرين لأخذ المدخلات واقتراح حل استراتيجي لأي مشكلة معينة. تذكر أننا نتحدث عن الديمقراطية، وليس الفوضى.

2. أسلوب الإدارة

الاستبدادية

نقاط القوة: التنظيم، والتوقعات الواضحة، والحفاظ على التقدم نحو الهدف.

التحديات: تحديد نقاط الضعف الشخصية، الحفاظ على الروح المعنوية الإيجابية.

في هذا النمط من الإدارة يعتمد المدير بشكل رئيسي على إعطاء الأوامر ولا يستشير أعضاء الفريق قبل اتخاذ القرارات، فلا يوضح الخطط أو الخطوات اقادمة لهم.

بل يميل إلى اتخاذ مختلف القرارات بشكل منفرد دون استشارة المحيطين به، ويرى أن على المرؤوسين اتباع قراراته فهو الشخص الأكثر خبرة.

وبالرغم من كون النمط الديكتاتوري للقيادة يتسبب في إلحاق الضرر النفسي على معنويات الفريق، فإنه يضمن للمؤسسة سرعة اتخاذ القرارات، وإنجاز المهام على أكمل وجه ممكن.

3. أسلوب الإدارة الأبوية

نقاط القوة: ارتفاع معنويات الفريق، والاحتفاظ بالموظفين، والتواصل.

التحديات: اتخاذ القرارات التي تؤثر سلبًا على أعضاء الفريق، وفقدان التركيز على أهداف العمل.

يدور هذا النمط من الإدارة حول اسمه، حيث يعامل المدير الأب أعضاء الفريق كوالد لهم فهو رب الأسرة، الذي يحرص على حماية أفرادها وتوجيههم بأفضل طريقة ممكنة.

مفتاح هذا النموذج الأصلي هو المدير القوي الذي يخلق بيئة عمل مريحة ويركز هذا النمط من القيادة على العلاقات الشخصية في المقام الأول، ويقوم على الاحترام المتبادل بين فريق العمل وأبيهم، والذي يحرص على توفير كافة سبل الراحة والمناخ المناسب لإنتاجية أفضل في العمل.

يرى الكثيرون أن لهذا الأسلوب مزايا فريدة، فهو يضمن نتائج سريعة، ومعدلات نجاح سريعة، وذلك في حالة امتلاك فريق كفء يرغب في التقدم، وعلى مستوى عالٍ من التعليم والمهارة.

4. أسلوب الإدارة القائم

على عدم التدخل

نقاط القوة: يعزز الاستقلالية، ويوفر الوقت لإنجاز المهام والأهداف الشخصية، ويعزز المرونة والإبداع.

التحديات: يتسم بالضبابية وانعدام الرؤية، ويمكن أن يجعل الأهداف طويلة الأجل غير متسقة.

يُطلق على هذا النمط من الإدارة المتساهلة أو الحرّة، وفي هذا الأسلوب يعطي المدير قدرا كبيرا جدًا من الحرية للموظفين، فتكون لديهم الحرية الكاملة والاستقلالية في اتخاذ القرارات المختلفة.

غالبًا ما يتسم هذا الأسلوب بانعدام الرؤية والضبابية تجاه خطوات المؤسسة والفريق، فيكتفي المدير بتوصيل القرارات أو الخطوط العريضة إلى باقي أعضاء الفريق دون متابعة الخطوات التي يتم المضي نحوها، ومدى إنجاز الفريق للمهام المتعددة.

5. أسلوب الإدارة القائم

على الرؤية

نقاط القوة: مهارات التفويض الملهمة والموجهة نحو الصورة الكبيرة والفعالة.

التحديات: إدارة المنافسة الداخلية، وإنشاء فريق داعم، والحصول على موافقة على الأفكار التي قد لا يتفق معها الآخرون.

المدير صاحب الرؤية لديه أفكار واضحة وقوية حول المستقبل وهو مصدر إلهام لأعضاء فريقه.

مفتاح الإدارة الحكيمة هو تأسيس الرؤية بقدر من الواقعية.

يرى القادة ذوو الرؤية الصورة الكبيرة ويعرفون أيضًا كيفية وضع الأشخاص المناسبين حولهم وتفويض المهام.

6. أسلوب الإدارة التحويلية

نقاط القوة: استقلالية أعضاء الفريق، والشعور بالهدف على مستوى الفريق، والابتكار.

التحديات: الاحتفاظ بأعضاء الفريق، والعمل مع أعضاء الفريق الأقل استقلالية، والحفاظ على أهداف قصيرة الأجل.

يركز المدير التحويلي على تحسين كل من موظفيه وأعماله من خلال تعزيز بيئة النمو والتحسين الذاتي والابتكار.

يمكن لهذا النوع من المديرين التكيف مع أي نوع من التغيير سواء في الصناعة، أو في الشركة، أو في ديناميكية الفريق.

نظرًا لأنهم يعطون الأولوية لتحسين الذات، يميل أعضاء فريقهم إلى النمو والتقدم بسرعة.

في حين أن هذا الأسلوب يمكن أن يكون رائعًا للروح المعنوية والإنتاجية والاحتفاظ بها على المدى القصير.

7. أسلوب الإدارة بالتوجيه

نقاط القوة: علاقة الفريق القوية، والنمو على المدى الطويل، والإرشاد، والنقد البنّاء.

التحديات: الإنتاجية الشخصية، الأهداف قصيرة الأجل.

يضع المدير أهمية كبيرة على تطوير الموظفين. يمكن أن يكون هذا مشابهًا للقيادة التحويلية، والتي تهدف أيضًا إلى تنمية مهارات الفريق، لكن المدير الموّجه يتبع نهجًا عمليًا من خلال تبني دور المرشد مع مرؤوسيه المباشرين.

إحدى نقاط الضعف الواضحة لأسلوب الإدارة هذا هو أنه يستهلك الكثير من الوقت والطاقة.

يمكن أن يجعل هذا من الصعب عليهم تحقيق الأهداف قصيرة الأجل لأن فرقهم قد يكون لديها منحنيات تعلم أكبر أو قد لا تكون قادرة على العمل بكفاءة مثل الآخرين.

8. أسلوب الإدارة المقنع

نقاط القوة: اتجاه واضح، الحسم، وضوح الرؤية.

التحديات: تعزيز الروح المعنوية، المرونة.

يتمتع المديرون المقنعون برؤى واضحة ومعتقدات راسخة وقناعة بإشراك الآخرين في خططهم.

إنهم يشبهون القادة ذوي الرؤية ولكن لديهم دور أكثر عملية.

على غرار المديرين الاستبداديين، يتخذون القرارات من جانب واحد ولكنهم أكثر ميلًا لدعم قراراتهم بإثبات أو سبب لإقناع فرقهم بالموافقة على خياراتهم.

قد تبدو الإدارة الإقناعية سلبية بعض الشيء، وهناك بالتأكيد مديرون مقنعون يتخذون نهجًا أكثر استبدادًا للحصول على ما يريدون.

ولكن في أفضل حالاتهم، يكون هؤلاء المديرون حاسمين، ومدفوعين بالحقائق، وذوي نيات حسنة بشكل عام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى