تقلبات الأسواق العالمية: كيف يؤثر مؤشر الخوف على حركة الأسواق المالية

شهدت الأسواق العالمية خلال الفترة بين عامي 2007 و2009 أزمة مالية حادة، مما أدى إلى زيادة اعتماد المستثمرين على مؤشرات تعكس تردد المشاركين في السوق حيال المخاطر.

هذا التحول أسهم في تعزيز الافتراضات التي تشير إلى أن التغيرات في شهية المخاطرة تعد أحد العوامل الرئيسية التي تحدد أسعار الأصول.

تم تقديم مؤشر التقلبات المعروف باسم “مؤشر الخوف في وول ستريت” من بورصة شيكاغو للخيارات عام 1993. يقيس هذا المؤشر تقلبات مؤشر “إس آند بي 500” في السوق الأمريكية، وهو مقياس شهير يعكس درجة الخوف والقلق في الأسواق.

وفي ظل التطورات الاقتصادية الأخيرة، شهد هذا المؤشر ارتفاعًا مفاجئًا بنسبة 74% ليغلق عند 27.62 نقطة، بعد أن خفض الاحتياطي الفيدرالي من توقعاته بشأن وتيرة التيسير النقدي، مما جعله ثاني أكبر ارتفاع في تاريخه بعد الزيادة الكبيرة في فبراير 2018.

و يعتبر مؤشر التقلبات أداة مهمة للمستثمرين لفهم مستوى المخاطرة وثقة المتداولين في السوق. يتم حسابه بناءً على أسعار الخيارات على مؤشر “إس آند بي 500″، حيث يشير الارتفاع المفاجئ إلى رغبة المستثمرين في شراء خيارات البيع كإجراء تحوطي ضد المخاطر.

و في الغالب، يظهر المؤشر ارتباطًا عكسيًا مع أداء الأسهم الأمريكية ذات القيمة السوقية الكبيرة؛ فعندما يرتفع مؤشر “فيكس”، تنخفض قيمة “إس آند بي 500″، مما يعكس زيادة في القلق والخوف في السوق.

على سبيل المثال، سجل المؤشر ارتفاعًا غير مسبوق في 5 غشت 2024، حيث ارتفع بنسبة 65% بسبب مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، ليغلق فوق 38 نقطة، متجاوزًا في بعض الأحيان مستوى 65 نقطة في تلك الجلسة.

على مدار العقدين الماضيين، كان هناك ارتباط سلبي مستمر بين مؤشر التقلبات ومؤشر “إس آند بي 500”. في فترات الأزمات مثل عامي 2007 و2008، وكذلك عام 2011، كان هذا الارتباط في أعلى مستوياته.

و في تلك الأعوام، بلغ متوسط قيمة إغلاق مؤشر “فيكس” مستويات غير مسبوقة، حيث كان عام 2008 هو الأعلى على الإطلاق بمعدل 32.69 نقطة.

وفي المقابل، شهدت بعض الأعوام مثل 2003 و2004 و2017 ارتباطًا أضعف بين المؤشرين، حيث انخفضت قيم مؤشر “فيكس” بشكل ملحوظ، وكان عام 2017 هو الأقل بمعدل 11.09 نقطة.

كما كانت هناك حالات شهدت انخفاضًا في التقلبات ولكن مع ارتباط أقوى بين المؤشرين، كما في عامي 2005 و2014.

من حيث الموسمية، لوحظ أن الأشهر الخريفية تشهد ارتباطًا أقوى بين “فيكس” ومؤشر “إس آند بي 500″، في حين أن الصيف عادة ما يكون الموسم الذي يشهد أقل ارتباط بينهما.

و رغم هذه التغيرات الموسمية، يظل الارتباط بين المؤشرين مستقرًا نسبيًا في ظل التغيرات الاقتصادية المختلفة سواء كانت الأسواق في مرحلة صعود أو هبوط، أو في فترات النمو أو الركود.