اقتصاد المغرب

تقرير: المغرب وجهة استراتيجية لتزويد السفن بالوقود الأخضر في طريقها بين أوروبا وشرق آسيا

تشير تقارير حديثة إلى أن المغرب من المرجح أن يكون المستفيد الرئيسي من التحول نحو استخدام الوقود الأخضر في أوروبا، نظراً لموقعه الاستراتيجي كمصدر مهم للوقود للسفن التي تعبر من وإلى الاتحاد الأوروبي.

و يتوقع أن يتيح هذا التحول للسفن إمكانية استكمال رحلاتها بأقل عدد من التوقفات للتزود بالوقود، مما يعزز من كفاءتها التشغيلية ويقلل من تكاليف التشغيل.

وفقًا لتقرير نُشر بواسطة منظمة النقل والبيئة بالتعاون مع مبادرة “إمال” للمناخ والتنمية، يُشير التقرير إلى أن السفن التي تعتمد حاليًا على الوقود الأحفوري لديها القدرة على السفر لمسافات طويلة دون التوقف المتكرر للتزود بالوقود.

ومع التحول العالمي نحو استخدام “الوقود الأخضر”، من المتوقع أن يكون من الضروري على هذه السفن القيام بتوقفات متكررة للتزود بالوقود الأخضر الذي يتميز بكثافة طاقية منخفضة مقارنة بالوقود التقليدي.

وفي هذا السياق، يعتبر المغرب فرصة استثمارية هامة لزيادة دوره كمركز رئيسي لتزويد السفن بالوقود الأخضر، خاصةً مع التوقعات التي تشير إلى أن الوقود الأخضر سيشكل نسبة كبيرة من استهلاك الطاقة للسفن التي تعبر من وإلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050.

وأضاف التقرير أن استخدام المغرب كنقطة تزويد بالوقود يمكن أن يشكل استراتيجية فعالة لزيادة استقلالية السفن التي تعبر بين أوروبا الغربية وشرق آسيا.

فمثلاً، يمكن للسفن زيادة قدرتها على السفر بما يصل إلى 26% عند استخدام “الأمونيا” و8% عند استخدام “الميثانول” دون الحاجة إلى التزود بالوقود في أماكن أخرى.

يشير التقرير إلى أن منظمة النقل البحري الدولية قد بدأت بوضع قواعد بيئية جديدة للشحن البحري، مما يتيح للدول العضو منافسة للحصول على حصة من سوق الوقود الجديد الناشئ.

بالنظر إلى هذه التطورات، يمكن أن يعزز المغرب دوره كلاعب رئيسي في سوق تزويد الوقود البحري الأخضر، مما يعكس نهجه القوي في جذب الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة، بما في ذلك خطته لإنتاج الهيدروجين الأخضر التي بدأت في العام 2020 بهدف إنشاء سعة إنتاجية تصل إلى 4 جيجاوات من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى المغرب لتحقيق استقلالية أكبر في إنتاج الأمونيا المحلية، والتي كان يعتمد على استيرادها لتلبية احتياجاته الزراعية. ويخطط المغرب لإنتاج حوالي 0.67 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، بما في ذلك تصدير حوالي 0.22 مليون طن سنويًا إلى الاتحاد الأوروبي.

بشكل عام، يعتبر هذا التحول النحو الوقود الأخضر فرصة هامة لتعزيز دور المغرب في سوق الطاقة البحرية وتحقيق مكاسب اقتصادية بارزة، في ظل التطلعات الكبيرة لنمو استخدام الطاقة النظيفة في السفن عالميًا.

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى